طباعة

التعلم الثقافة و المعرفة في منظور المجتمعات العربية

Posted in الثقافة


التعلم والثقافة :
قلت قبل قليل أن المعرفة " التعلّم " هي الدعامة الأولى في المتغير الثقافي، وأضيف هنا أن " التعلّم " هو شرط أي " متغير " سواء كان ثقافيا أو غير ثقافي، ولعلها بديهية نقولها، ويرى البعض أنها لا تستحق القول أو التسجيل، ولكن التعلم إذا نظرنا إليه بكونه عامل تغيير، فإننا نحرك مفهوماً طال ركوده، فالتغير مفهوم مستقبلي، والتعلّم بهذا يصبح تعلّماً لمواجهة التحديات المستقبلية، ويتطلب الإعداد المعرفي الذي يضمن ذلك .
إن العلامة الصفرية في الميل الأول من رحلة الألف ميل الثقافية، التي نوطد النفس على السير فيها، هي المناهج المدرسية والجامعية بأشكالها النظرية والتطبيقية وتخصصاتها المختلفة.
لقد توقفنا طويلاً، ولم نملّ الوقوف، للإجابة المكررة على التساؤل الذي مؤداه: كيف نعلّم ؟ وحصرنا الهدف وكأنه عملية التعليم أو بالأحرى عملية التدريس ذاتها، أي ما تقتضيه علوم المناهج وطرائق التدريس في مراحل التعليم المختلفة، ولم نلتفت كثيرا للإجابة على التساؤل ماذا نُعلّم؟ لأن لدينا مقررات ومناهج رسمت لنا، فكر فيها غيرنا وسلمنا نحن بذلك.
إن الإجابة على التساؤل : ماذا نُعلّم؟ تدخلنا إلى كل ما يتصل بالتعليم كمنظور اجتماعي، وهو ما يجعله قضية ثقافية في المقام الأول، تراود جميع الزوايا الاقتصادية والثقافية، ويتطلب فهمها ودراستها تعدد زوايا الرؤية وتوسعها باتساع المجتمع ذاته .
نحن إذن إزاء عملية أساسية، ضرورية وهامة، يجب أن نضعها في المقام الأول من الأولويات ، ويجب أن لا ننخدع بالقول إن نسبة خريجي الجامعات من الفلسطينيين تعادل أو تتفوق على أعلى النسب في العالم. إن المقياس الحقيقي للتعلّم هو مدى الإسهام في عملية التغيير المجتمعية والابتكار المشارك في المسيرة الإنسانية.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed