طباعة

التعلم الثقافة و المعرفة في منظور المجتمعات العربية

Posted in الثقافة


علاقة الثقافة بالتنمية :
الثقافة هي المعيار التي تتحدّد به هوية كل مجتمع بشري، ولا يمكننا تصور مجتمع بلا ثقافة. ولكل مرحلة من مراحل حياة المجتمع سمات ثقافية، تتأثر وتؤثر في عوامل نهوضه أو تفككه، وتتواجد داخل المجتمع نفسه مجموعة من الثقافات الفرعية لِتَغَيُّر في السمات والمظاهر والمستويات المعيشية والعوامل الجغرافية والمناخ وطرائق الإنتاج، وبهذا فان الثقافة الفرعية هي ثقافة قطاع مميز من المجتمع، لها جزء ومستوى مما للمجتمع من خصائص، إضافة إلى انفرادها بخصائص ذاتية. ويكتسب الفرد الثقافة من مجتمعه، ولكن وبوصفه عضو في قطاع اجتماعي معين، فانه لا يحمل كل ما في ذلك المجتمع من عناصر الثقافة .
ومفهوم " الثقافة " إلى حد اليوم لم يقر له قرار، فهو من المفاهيم أو المصطلحات الزئبقية أو العائمة، فنحن إذا ما حاولنا تتبّع هذا المصطلح نجده يزيد على المائتين عّداً، ويختلف مفهوماً لرجوعه تاريخاً لتطورات عديدة سواء من حيث مدلوله أو تعريفه الأنثروبولوجي.
إلا أننا يمكن أن نركن إلى تعريف الأنثروبولوجي الإنجليزي إدوارد تايلور Taylor في كتابه " الثقافة البدائية " الصادر عام 1871 بأنه التعريف الأكثر تكاملا ودقة، والذي جاء فيه أن الثقافة هي: " ذلك الكلّ المركّب الذي يشتمل على المعرفة والعقائد والفن و الأخلاق وغيرها من القدرات والعادات التي يكتسبها الإنسان بوصفه عضواً في مجتمع ما، وهي تشمل الأشياء مثل الأدوات والفنون التي يتوسل بها الإنسان حياته ".
وتتمثل مكونات الثقافة في أنماط السلوك التي تُحدّد علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وأنماط السلوك التي تمثل علاقته بما حوله من مادة، وأنماط السلوك التي تمثل علاقته بعالم القيم و الأفكار .
ومن البديهي أن أنماط السلوك هذه هي مركبات لظواهر متعددة، وهي لا توجد في الواقع الاجتماعي بصورة مستقلة بل هي في تداخل وترابط بحيث يتعذر، أحيانا، التمييز بين ما هو مادي منها وما هو فكري.
ولعل الدعامة الأولى في " المتغير" variable le الثقافي هي المعرفة " التعلّم " التي تطرد من الثقافة ما هو متخلف أو غيبي، لتُحِلّ مكانه ما هو اكثر تقدماً وجدّة على أساس من الحقائق الموضوعية والمنجزات العلمية و المثاقفة.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed