البوابة
نسيان الجروح العاطفية إضاءات وتعليقات
53- إنه الجنون مجدداً .. وعودة صديقتها إلى حبيبها القديم الذي كانت تحاول أن تساعدها على نسيانه .. ويقول المثل : قاضي الأولاد شنق حاله .. فما بالك بقاضي العشاق .
54- ما أحلى الرجوع إلى مصائبه .. من الصعب أن تحب وتكون حكيماً .. وعاد الحب إلى صديقتي ..هاأنا وحدي في حقيبة يدي معاهدة النسيان .. وفي حقيبتها تذكرة سفر إلى جزر الحب ! يا للحماقة .
تعليق : على الرغم من فشل الكاتبة في مساعدة صديقتها على النسيان .. فقد قدمت فوائد عديدة حول النسيان . وفي أمور الحب تناقضات وغرائب ولا يمكننا أن نعيش حياة الآخرين وعنهم .. والموقف العلاجي المهني يقوم على التفاعل مع مشكلات الآخرين وتقديم العون والنصح والاستشارة وترك الخيارات لصاحب المشكلة كي يقوم بها هو نفسه .
55- ميثاق شرف أنثوي :
· أن أدخل الحب وأنا على ثقة تامة أنه لا وجود لحب أبدي .
· أن اكتسب حصانة الصدمة وأتوقع كل شيء من حبيب .
· ألا أبكي بسبب رجل فلا رجل يستحق دموعي . فالذي يستحقها حقاً ماكان ليرضى بأن يبكيني .
· أن أكون جاهزة للنسيان كما ينسى الرجال .
تعليقات عامة:
1- الكتاب جميل وممتع وسهل القراءة نسبياً إلا في بعض المواقع التي تحتاج للإعادة والتركيز .. ويجمع أسلوبه العام بين السرد الروائي والنثر والحكاية الواقعية ، وقد استعملت الكاتبة عناويناً مثيرة لفصوله العديدة ، كما استعملت شواهد شعرية ونثرية لكتاب متنوعين بما فيهم الكاتبة نفسها ومن كتبها السابقة .
2- الكتاب أدبي وصحفي بامتياز ولا يتطرق إلى قضايا علمية نفسية تتعلق بالنسيان إلا فيما ندر وبشكل سطحي ومقتضب.. وهو يتخذ وجهة نظر صحفية وأدبية محددة وضيقة في علاج الجروح العاطفية .. تعتمد على بعض النصائح والخبرات الشخصية وخبرات ومقابلات من الآخرين ومعهم ، وعلى عبارات وأقوال أدبية وفكرية فلسفية متنوعة ترتبط بالموضوع .
3- لايوجد إشارات كافية للاختصاصيين النفسيين وخبرتهم وجهودهم المفيدة في موضوع النسيان والصدمات العاطفية
(هناك إشارة واحدة إلى فرويد الشاب وأنه طلب من خطيبته الرد على رسائله وذلك في سياق الحديث عن أهمية التواصل بين العاشقين ومساوئ الصمت).. ومن المعروف أن الأدب والأدباء قد أغنوا علم النفس بملاحظاتهم الدقيقة والعميقة لخلجات النفس وصراعاتها وتصوراتها وخيالاتها واضطراباتها ..وقد صرح فرويد سابقاً بأنه استفاد من كتابات دوستويفسكي الأدبية في نظرياته التحليلية النفسية . ومن جهة أخرى يمكن للعلوم النفسية أن تفيد الأدباء والمثقفين في أدبهم وحياتهم وإنتاجهم .. لأن الإنسان ومعاناته وآلامه وصحته ومرضه وسلوكه يبقى الموضوع المشترك الأساسي بينهم .