البوابة
نسيان الجروح العاطفية إضاءات وتعليقات
5- أحبيه كما لم تحب إمرأة .. وانسيه كما ينسى الرجال ( سيتبين لاحقاً توضيحات حول هذه الفكرة ).
6- إذا لم يكن للأدب في حياتنا دور المرشد العاطفي ، فمن يتولاه إذن ؟ ماذا لو أعلنا الحب كارثة طبيعية بمرتبة إعصار أو زلزال أو حرائق موسمية .. لو جربنا الاستعداد لدمار الفراق بتقوية عضلة قلبنا الذي صنعت سذاجته وهشاشته الأغاني العاطفية والأفلام المصرية التي تربينا عليها . ماذا لو جربنا الاستعداد للحب بشيء من العقل . لو قمنا بتقوية عضلة القلب بتمارين يومية على الصبر على من نحب ...
أيتها العاشقات الساذجات الطيبات الغبيات ضعن هذا القول نصب أعينكن : "ويل لخل لم ير في خله عدواً".
7- الكل يخفي خلف قناعه جرحاً ما خيبة ما طعنة ما .. ينتظر أن يطمئن إليك ليرفع قناعه ويعترف ما استطعت أن أنسى .. ألهذا الحد الكبير حجم البؤس العاطفي في العام العربي ؟
إننا نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفية كأمة عربية عانت دوماً من قصص حبها الفاشلة بما في ذلك حبها لأوطان لم تبادلها دائماً الحب . حينها فقط عندما نشفى من هشاشتنا العاطفية المزمنة بسبب تاريخ طاعن في الخيبات الوجدانية يمكننا مواجهتهم بما يليق بالمعركة من صلابة وصرامة .. ذلك أنه ما كان بامكانهم الاستقواء علينا لولا أن الخراب في أعماقنا أضعفنا ..والبقاء على بكاء الحبيب المستبد .
8- نحن نطالب بالمساواة في النسيان مع الرجال .. وتطوير الأبحاث حول الخلايا الجذعية وغيرها علنا نعرف جذر هذه البلية التي تجعلنا محكومات بالوفاء لذكريات تعيش وتعشعش فينا وحدنا .. نداء نرفعه إلى العلماء لإيجاد علاج للحد من تفشي داء الوفاء للماضي لدى إناث الجنس البشري(!!!) .
ذلك أن الوفاء مرض عضال لم يعد يصيب على أيامنا إلا الكلاب ( ؟؟؟).. والغبيات من النساء .
9- العلاج بالقراءة الانتقائية هو إحدى أحدث طرق العلاج النفسي . حتى إنه صدر مؤخراً في باريس كتاب يضم مئة عنوان لروايات عالمية مقسمة حسب احتياجات كل حالة نفسية يمر بها القارئ .
10- يبقى أن العلاج المثالي لكل أوجاع القلب هو الضحك وعدم أخذ الذاكرة مأخذ الجد .
11- لاتبكين على الطلل وعلى الحبيب إذا رحل
واقطع من الرحم الذي بك في المناسبة اتصل
سيان عندك فليكن من لم يصلك ومن وصل
من الوصايا المضادة لأبي نواس .
12- حكاية صديقتي التي تخاف أن تنسى : صديقة لي تعيش عذاب القطيعة العاطفية .. راحت تموت أمامنا لأن الذي وضعت خصاله فوق الرجولة وعواطفه فوق الحب نفسه وبايعته نبياً .. غدر بها .ترتدي بغباء أنثى قميص الانتظار .. كل عاشق يحتاج إلى صنع خرافته الشخصية .. أحتاج إلى صوتك كي أرى .. أحبك كل حين حتى وأنا نائم . تدافع عنه كما تدافع ضحية عن جلادها .تقاطعها الكاتبة عليك أن تضعيه بدورك خارج حياتك أياً كان جمال ذكرياتك معه . تقول لها هل تكفي الغيرة سبباً كي يغدو رجل كهذا حبيب نساء عابرات فقط لقتل الوقت انتقاماً مني ؟ تجيب بل سيفعل ذلك لقتلك أنت بالذات داخله .. وسيسعى لتدميرك بإمرأة أخرى حتى لا يبقى فيك ما يقوى على حب رجل غيره .. بكت ولم تقل شيئاً ومزيج من الكبرياء والغباء جعلها ترفض تصديق احتمال خيانة من تحب .. فنحن نحكم على وفاء من نحب بقدر منسوب وفائنا ..(!!!) ثم بينت لها خساراتها وهدرها لأربع سنوات من عمرها بالأرقام وصاحت بها : اخلعي عنك حداد هذا الرجل وخذي قراراً بينك وبين نفسك بإنهاء هذه العلاقة .. وقد تجاوبت المرأة فيما بعد وأوضحت أنها تريد أن تنساه ولا تريد أن تكرهه وأنها ستكلمها كل يوم كبديل عن مكالمتها لحبيبها ..وتختتم القصة بالخط العريض : كل يوم حين أستيقظ أقول " سأنساك اليوم أيضاً " كل يوم منذ أيام لم يحدث أن نسيت أن أنساك .