البوابة
نسيان الجروح العاطفية إضاءات وتعليقات
وقد أعجبني الكتاب في موضوعه الذي يلامس الحياة اليومية للملايين في مجتمعاتنا فيما يتعلق بالحب ومشكلاته والمعذبين بجراحه ..وقلت أعرضه وأكتب عن موضوعاته المطروحة من وجهة نظر نفسية وعملية مما يضيف تفاصيل مفيدة وتحليلات حول هذا الموضوع الحيوي الهام . وفيما يلي عرض وإضاءات لما جاء في الكتاب وقد رتبته ضمن 55 فقرة وقمت بالتعليق عليه ( علامات التعجب والاستفهام بالخط العريض بين قوسين هي من إضافتي ) .
إضاءات ومختصرات من الكتاب:
1- يتضمن الكتاب إهداءات ومنها إلى "النساء اللواتي عقدن قرانهن على الانتظار".. وهي بذلك تحدد شريحة واسعة من القارئات المتعطلات بالانتظار والمعاناة .. وإلى " الرجال الرجال الذين بمجيئهم تتغير الأقدار"وهي تحدد هؤلاء الرجال بصفات معينة فيما بعد ..
2- طرحت الكاتبة مشروع "مواجهة إمبريالية الذاكرة والعدوان العاطفي للماضي علينا" بواسطة النسيان .. نسيان الفقدان .
وأوضحت أن هذا الكتاب ليس بياناً نسائياً متحيزاً ولكنه جردة نسائية ضد الذكورة دفاعاً عن الرجولة الآسرة التي نباهي بوقوعنا في فتنتها .وتتضمن الرجولة تلك الشهامة والشموخ والفروسية والإخلاص لإمرأة واحدة والترفع عن الأذى ..والتي وجدت لتعطي لا لتؤذي لتبني وتحب وتهب .
وهي تنصح الرجال الذين يقرؤون الكتاب أن يتعلموا من أخطاء غيرهم من الذكور وأن يتعلموا الأدب من قليلي الأدب . وهي تؤكد أن كل مكاسب المرأة عبر التاريخ كانت بفضل فرسان منقذين نبهوا المرأة إلى خدعة الذكورة .. وتقول أننا سنظل نحلم أن تكون لنا بهؤلاء الرجال قرابة أن نكون لهم أمهات وبنات ..زوجات أو حبيبات.. كاتبات أو ملهمات ..
تعليق : الكتاب عموماً فيه تحيز للمرأة بدرجة أو أخرى ويظهر ذلك في عدة نقاط كما سيتبين لاحقاً .. ومع ذلك فإن الكاتبة تؤكد أن كل مكاسب المرأة عبر التاريخ كانت بفضل فرسان منقذين .. وفي ذلك تجاهل لدور المرأة وجهودها المتنوعة.
وهكذا تتأرجح الكاتبة بين نقيضين في رؤيتها العامة لقضايا المرأة والرجل .. ويعكس ذلك فلسفتها التوفيقية العملية فهي في المقام الأول أديبة مثقفة لكنها تبتعد عن الفلسفة والرؤية المتكاملة العميقة .
3- "أغبطك نعمة الخشب .. نعمة النسيان .. أيها الباب .. سوف تحيا من بعدي"
تحت عنوان " الكاتب مرشد عاطفي" أوضحت الكاتبة أن هذا الكتاب هو إغراء للنسيان ودليل له .. وأنها كتبت الكتاب بسخرية كبيرة ، وأنها تريد من القارئات أن يضحكن ولا شيء يستحق الأسى وأن النسيان هو قلب صفحة من كتاب العمر ولكن "هل فكرتم في وزن الصفحة التي نقلبها" .. وأن دور الكاتب تخفيف وزنها ما استطاع وأنها تساعد الآخرين في قلب صفحاتهم لأنه أسهل من قلب صفحات الذات ..
4- تقول الكاتبة أنها وجدت أن بعض الجمل التي جاءت في كتبها عن الحب يتبادلها العشاق فيما بينهم كرسائل هاتفية ..وما كان يضاهي سعادتها بذلك إلا ذعرها من مسؤولية أن تصبح شيخة طريقة في الحب .. وأنها وجدت نفسها متورطة في قصص حب قرائها وكانوا يستنجدون بها لحل مشاكلهم العاطفية حتى الرجال ..وعلى مدى عمر من الكتابة تجمعت لديها قصص عن الحب وأسرار وامتلأت دفاترها بأفكار ومقولات عن الحب قررت جمعها في سلسلة كتب تبدؤها بالنسيان ..
وهي تحدد الحب في أربعة فصول .. اللقاء والدهشة – الغيرة واللهفة – لوعة الفراق – روعة النسيان .
وهذه هي رباعية الحب الأبدية التي اختصرها الشاعر إبراهيم ناجي في قصيدة الأطلال"تعلم كيف تنسى وتعلم كيف تمحو" ..وأنها اختارت النسيان فصلاً أولاً وليس الحب لأن الحب يؤسس ذاكرته الجديدة على النسيان وأن ميلاد الحب يكون من صقيع النهايات والخيبات ..وأن النساء المعذبات لابد لهن أن يتعافين من جروح الماضي كي يغادرن شتاء الحب إلى ربيعه.