البوابة
نسيان الجروح العاطفية إضاءات وتعليقات
تعليق : المرأة هنا غبية وفية وكبرياؤها يمنعها من رؤية وتصديق خيانة الرجل لها .. بالطبع ليس سهلاً تصديق الخيانة ومعرفة أسبابها على وجه الدقة .. وهناك دائماً احتمالات وترجيحات .. والكاتبة تستعمل لغة يقينية عنيفة وحادة .. في محاولتها تبصير صديقتها بحقيقة الخيانة .. وتتنوع الأساليب النفسية التي تحاول تبصير صاحب المشكلة بمشكلته وأغلبها يقوم على الحوار ومناقشة الأفكار التلقائية وإعادة توجيهها ثانية مما يساعد الشخص على اكتشاف الحقائق بنفسه تدريجياً أو بشكل سريع . وهنا بدا الأسلوب غريباً وفيه إقحام لآراء الكاتبة وتحليلاتها .. والنتيجة تبدو غامضة قليلاً ، أدبية ، مراوغة ، ولكنها نجحت بهذا الأسلوب الحاد واستطاعت صديقتها أن تنسى ولو مؤقتاً (وسيتبين في نهاية الكتاب غير ذلك).
13- وصفة سحرية :
وصفة سحرية ابتكرتها قبل عشرين عاماً في باريس عندما وجدت نفسي أمام فتاة جاهزة للانتحار بسبب قسوة رجل .. إمرأة بربرية تحب لأول مرة بوفاء وأنفة وشراسة أي مدججة بكوكتيل من العواطف القابلة للانفجار والدمار .. وحبيبها يقطع الهاتف بوجهها كلما هاتفته وإن دقت بابه رمى بأشيائها عند الباب .. والوصفة أن تهاتفني كلما شعرت برغبة في مهاتفته فأشتمه لها وألعن أباه وأصيح بها كيف تسمحين له أن يفعل بك مافعل ... اهمليه .. ودعيه هو يتعذب ويسأل عنك .. وأقول لها أي شيء يقوي من عزيمتها كي تصمد وتنساه .. وأقول لها عن الرجال مايشفيها وينسيها ملّتهم !!
تعليق : من الناحية النفسية يتطلب النسيان بروز المشاعر السلبية تجاه موضوع الألم والصدمة .. وأهم هذه المشاعر الغضب .. وعندما يستطيع الشخص أن يعبر عن غضبه وأن يغضب على حبيبه الذي تركه فقد اقترب كثيراً من الشفاء ومن النسيان .. ويحتاج ذلك التعبير إلى تكراره بشكل أو بآخر مرات عديدة . وهنا تبدو هذه الوصفة مفيدة ويمكن للأهل والأصدقاء أن يمارسوها .. ولكن يبقى أن المطلوب هو أن تغضب المرأة نفسها وتعبر عن ذلك الغضب بشكل متكرر .
14- غادري مرفأ الانتظار هو لن يعود طالما أنت في انتظاره ..ثمة رجال لا تكسبينهم إلا بالخسارة ، عندما ستنسينه حقاً سيتذكرك .. ذلك أننا لا ننسى خساراتنا .
تعليق : الخسارة مؤلمة طبعاً ويمكن أن تبقى في الذهن فترات طويلة ..والمكتئبون يتذكرون خسائرهم كثيراً وبشكل يفوق ذكرياتهم الجميلة .. بينما المتفائلون ينسون خيباتهم وخسائرهم بشكل أفضل ..
والمهم أن الكاتبة هنا تحاول أن تدعم فكرتها عن ضرورة توقف المرأة عن انتظار رجلها كي يعود .. ولكنها عملياً تقول للمرأة "توقفي عن انتظاره كي تكسبيه ويعود " لأنه لا يستطيع نسيان خسارته .. والفكرة هنا مشوشة قليلاً ، غير مقنعة .. ولا تستقيم .. كما أنها ليست واقعية أو عملية .
15- السرير ليس مكاناً آمناً لإمرأة تنشد النسيان .. السرير كمين يقع فيه القلب النازف شوقاً المطعون عشقاً اعتقاداً منه أنه ملاذ آمن .. غادري سريرك حال استيقاظك بدل أن تجلسي إلى ذاكرتك في سرير .. لأنك هناك لا لتنسي من تحبين بل لتستعيديه لتنفردي به لتبكيه .
16- من العدل ألا تبقي في قلبك أكثر من يوم من تركك باختياره ، وألا تحزني عليه أكثر من بضعة أيام في أقصى الحالات .. كفى بربك حماقة ..