الأسرة السعيدة (45)
في البداية لابد من توضيح ماهو المقصود بالسلوك المراهق .. وأعتقد أن السلوكيات التي تتصف بالاندفاعية الطائشة وأيضاً بالإثارة والمغامرة والخيالية واتباع الأهواء على حساب العقل هي المعاني الأساسية السلبية لتلك السلوكيات ..وبشكل عملي هناك سلوكيات مراهقة خطرة ومؤذية .. مثل إقامة علاقة عاطفية أو زواج سري بين زوج راشد وفتاة لاتناسبه صغيرة في السن أو سكرتيرة أو خادمة أو بائعة هوى ..
تحدث المشاكل الأسرية بسبب صعوبة التكيف وهى من المشاكل الشائعة وتدفع الناس للبحث عن العلاج النفسي . ومن الممكن أن تتطور المشاكل الزوجية بسبب وجود مشكلة طبية أو نفسية في كلا الزوجين أو في أحد أبنائهما .كما يمكن أن تخلق مشاكل الآباء و الأبناء نوعا من المحنة داخل الأسرة . و قد أصبح ضعف التواصل و المشاكل الاسرية أمور شائعة جدا . في بعض الأحيان توجد منازعات مستمرة بين أفراد الأسرة ، و يبدو أن الآباء لا يستطيعون أن يفضوا تلك الصراعات ،
الزواج قد يطيل الأعمار !
كتبه موسوعة الملك عبدالله بن عبد العزيز العربية للمحتوى الصحيوها هو سببٌ آخر يدعو العازبين إلى البحث عن شريك حياتهم، والحرص على ديمومة زواجهم! فقد توصَّلت دراسةٌ حديثة إلى أنَّ حياة العزوبية التي تستمرُّ حتى منتصف العمر قد تزيد من خطر الموت المبكِّر لأصحابها.
يقول الطب النفسي أن الناس يتزوجون لأسباب متعددة .. عاطفية واجتماعية .. واقتصادية .. وربما سياسية أيضا .. والكثير من الناس يقولون: إن الزواج استقرار ونهاية لمتاعب وفوضي حياة الشباب وقد يكون ذلك صحيحا .. لكن هناك من الدلائل ما يؤكد أن الزواج قد يكون البداية لمتاعب ومشكلات مختلفة .. وهنا نقدم من خلال حالات العيادة النفسية صورة للعلاقات الزوجية في محاولة لإلقاء الضوء علي ما يقوم به الأزواج والزوجات.
فى الماضى كانت المرأة دائماً هى المتهمة بالمسئولية عن العقم وبالتالى كانت تتحمل وحدها أعباءه النفسية فتتألم وتشعر بالذنب وتكتئب وتواجه نظرات الشفقة من محبيها ونظرات الشماتة والاحتقار من كارهيها ، وتسمع فى كل يوم تعليقات جارحة لكيانها الأنثوى ، وربما تكتمل المأساة بعقابها على ذنب لم ترتكبه وذلك حين يتزوج عليها زوجها معلنا بذلك فشلها كأنثى ونبذها من دائرة عواطفه واهتمامه .
لكي نجيب على هذا السؤال يحسن بنا أن ننظر إلى عدد من الدوائر فنبدأ من الدائرة الأوسع ، وهي الدائرة الدولية حيث أطاح القطب الأوحد في هذا الزمان ( أمريكا ) بالقانون الدولي والشرعية الدولية وتواطأت معه القوى العالمية ونافقته فأصبح هناك شعور عام بالظلم والإحباط والقلق ، هذا الشعور يسد منافذ البهجة وينذر بمخاطر كثيرة قادمة إضافة إلى المخاطر القائمة .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خُلقت من ضلع، وإنَّ أعوج شيء في الضلع أعلاه، إن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لا يزل أعوج، استوصوا بالنساء خيراً» رواه البخاري ومسلم. إن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال في هذا الحديث «..النساء خلقن من ضلع أعوج..»، لم يكن يقصد الانتقاص من قدرهنَّ بل العكس هو الصحيح،
السعادة الزوجية مفهوم نسبي لا يسهل قياسه وتعميمه .. وهو يعني فيما يعني رضا الزوجين عن حياتهما الزوجية بشكل عام وبدرجة عالية ..
وتقييم العلاقات الزوجية بأنها سعيدة أو غير ذلك لابد له أن يرتبط بمرحلة زمنية معينة تمر فيها هذه العلاقة .. وبعض العلاقات تكون في قمة السعادة الزوجية في فترة معينة .. ثم تتغير الأمور والأحوال ..
يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية.. وهو ظاهرة عامة في جميع المجتمعات ويبدو أنه يزداد انتشاراً في مجتمعاتنا في الأزمنة الحديثة والطلاق هو " أبغض الحلال " لما يترتب عليه من آثار سلبية في تفكك الأسرة وازدياد العداوة والبغضاء والآثار السلبية على الأطفال ومن ثم الآثار الاجتماعية والنفسية العديدة بدءاً من الاضطرابات النفسية إلى السلوك المنحرف والجريمة وغير ذلك.
ليس المبتسمون للحياة أسعد حالاً لأنفسهم فقط، بل هم كذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسئولية، وأصلح لمواجهة الشدائد، ومعالجة الصعاب، والإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم، وتنفع الناس.