طباعة

صنمية الصورة في الفضائيات العربية

Posted in الثقافة


فكيف تكون الصورة هي هذا الرقم السري الذي إما أن يؤدي إلى الإيمان والالتزام أو يؤدي إلى المجون والتفسخ؟ وهل من المشروع أن نتحدث عن صنمية الصورة بوصفها صورة سلفية؟
تنقسم الفضائيات إلى ثلاث أنماط:
* فضائيات تركز على إرضاء القلب وطمأنة الوجدان وهي الفضائيات الدينية وهي كثيرة ومعظم تمويلها متأتي من الأنظمة التقليدية التي تحصر الثقافة في إعادة إنتاج الرموز الروحية المتوارثة (إقرأ/الكوثر) .
* فضائيات تركز على تهييج الغرائز وإثارة المشاعر وهي الفضائيات الغنائية وهي كثيرة ومعظم تمويلها متأتي من القطاع الخاص ومن الأنظمة التحديثية التي تتبني سياسة خارجية هادئة و تحصر الثقافة في مهادنة الدول الكبرى وإعادة إنتاج ثقافتها الغربية المهيمنة(روتانا/دريم) .
* فضائيات تركز على تنمية الوعي وتهذيب الذوق وهي الفضائيات النقدية وهي قليلة العدد إن لم نقل نادرة وقد يقتصر بثها في بعض الأحيان لمدة قصيرة وهي من تمويل خاص وبمجهودات فردية وتحاول كسر المحظور وتجاوز الموجود بتعرية الواقع وكشف أوضاعه المأساوية وبناء المنشود(الجزيرة/المنار).
3 - في مخاطر الصورة:
"إن الصور هي قاتلة للواقع"' بودريار
صارت الصورة المرئية التي تضع الحواس خلف العين هي لغة التواصل بين الذوات وحلت محل لغة العلامات والرموز وصار العقل التلفزي-التكنولوجي (كما يسميه دريدا) هو الوسيط الضروري الذي من خلاله يقيم المرء علاقاته مع نفسه ومع الآخر ومع العالم وحل محل العقل النظري والعقل العملي وملكة الذوق،كما صار المشهد المبرمج سلفاً هو الذي يحدد نمط حياة الناس وتوجهاتهم واهتماماتهم وخثر كل إمكانية وعي وسطح كل مبادرة وشل كل إرادة وعطل كل حرية اختيار.
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed