طباعة

مشكلة أطفال صغار بعقول كبيرة

Posted in استشارات


أكبر من سنهم

ولعل هذا ما أكدته العديد من الدراسات البحثية ومنها هذه الدراسة المصرية عن أثر إدمان الأطفال للتليفزيون على نموهم العقلي والمعرفي؛ حيث أوضحت أن التليفزيون يعد هروبًا من الواقع وتزييفًا له، وأن ‏تأثير ذلك لا يقل عن تأثير المخدرات والكحوليات.

ووفقًا لأستاذ ورئيس قسم علم النفس التربوي بكلية التربية في جامعة المنصورة ‏الدكتور مصطفى الزيات، فقد أكد أن للتلفزيون تأثيرًا على زيادة العنف والعدوان على الأطفال؛ حيث قالت ‏الدراسة: "إن الكثير منهم يعتقدون أن القتل والخطف والاغتصاب هي الحلول العلمية ‏لعدة مشاكل، وأن برامج الأطفال المُوجَّهة لهم تخاطبهم بلغةٍٍ أكبر من سنهم؛ مما يدفعهم للتفكير في أمورٍ لا تناسب سنهم، حتى يصل الأطفال إلى قناعةٍ أن العنف وسيلةٌ من وسائل العيش في الحياة وحل المشاكل، وبما أن الطفل في مراحل عمره الأولى يتلقى معظم معارفه من والدته أو معلمته في رياض الأطفال أو المدرسة، فإنهن يتعرَّضن للكثير من المتاعب جرَّاء ذلك السلوك العدواني الذي يتولَّد لدى الأطفال، فإن حاولت إحداهن تقويم الطفل ومنعه من استخدام العنف في تعامله مع الآخرين فإن الطفل يرد بسلبيةٍ، ويتكَّون داخله كراهيةً تجاهها يتولَّد عنها عدم الاحترام؛ مما يصعب معه زرع أي قيمة، وأظهرت دراسة أخرى وزعتها وزارة الثقافة المصرية اعتمدت على تحليل مضمون 168 مسلسلاً وتعرُّض ‏176 طفلاً لها أنه كلما زاد تحكم الأبوين فيما يشاهده الصغار قلَّ تعرضهم للدراما ‏العربية المُعدَّة للكبار، وأنه كلما زاد تعرُّض الأطفال للدراما العربية تشوَّهت لديهم ‏الأدوار الاجتماعية للرجل والمرأة واهتزَّ البناء القيمي لدى هؤلاء الأطفال.‏

انفصال عاطفي

وإذا كانت الدكتورة زينب حسن قد أرجعت التغيرات التي طرأت على الأطفال إلى منظومة مشتركة بين الأسرة والمدرسة، وركَّزت على الإعلام بصفةٍ خاصة، فإن الدكتورةَ ليلى كرم الدين أستاذ علم نفس الطفل بجامعة عين شمس أكدت أن ما أصاب الأطفال اليوم في طريقة كلامهم وسلوكهم مع المحيطين إنما يعود بالدرجة الأولى إلى انفصال الأسرة وتفككها، فأوضحت أن الأطفال هم صنيعة آبائهم، وأنه كلما زاد الترابط والحب بين أفراد الأسرة أحب الأطفال تقليد الكبار حبًّا واقتناعًا لا خوفًا.

وترفض الدكتورة ليلى كرم الدين التركيزَ على عامل عمل المرأة كمبررٍ لهذه المشكلة، مشيرةً إلى أن أكثر الأمهات لا تعمل، ومع هذا نجد أن هذه ظاهرة مشتركة عند جميع الأسر، وموضحةً أن الإشباع العاطفي للأبناء قد يجده الطفل عند الأم العاملة؛ لأنها تريد أن تعوضه عن فترة غيابها عن البيت، وأن المشكلة الحقيقية في مدى الحب الذي يربط بين الآباء والأبناء، ومن ثَمَّ يكون التقليد والمحاكاة من الأبناء.

ومن منطلق تأكيدها على دور الأسرة الكبير والأساسي في هذه المشكلة ترى الدكتورة ليلى أن دور الإعلام والمدرسة هي أدوار ثانوية بالنسبة لدور الأسرة، وأن ما قامت الأسرة ببنائه لا يمكن أن يهدمه الإعلام، وهنا تشير إلى قول أحد المفكرين الغربيين حينما قال: "إذا قُدِّر للحضارة الغربية أن تنهار فسوف تنهار بسبب التفكك الأسري وانعدام دور الأسرة في حياة الفرد"، وإن كانت في الوقت نفسه تنصح بعدم منع الأطفال نهائيًّا من مشاهدة التلفاز، ولكنها ترى أهمية جلوس الكبار معهم ومناقشتهم فيما يشاهدون.

 

المصدر : www.kidworldmag.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed