طباعة

كن عبدي وإلا قتلتك

Posted in المجتمع

يمكن أن نتصور أن هذا المزج بين الوطن والدين هو من أكبر ما يمثل تهديدا للمستعمرين الجدد نظرا لصعوبة احتواء من يمارسون هذا النوع من الإسلام، ومن هنا يتولد حذر خاص منهم وكراهية تجاههم تتناسب مع حجم مقاومة الإغارة المهيمنة.

رابعاً: الإسلام السياسي: وهو غير ما أطلقنا عليه الإسلام السلطوي، إن ما يسمي الإسلام السياسي يكاد يصبح وسيلة لغيره لا غاية في ذاته. إن أصحاب هذا النشاط يقومون باستعمال ظاهر الإسلام لأغراض سياسية تؤدي إلى تحريك المجاميع ليستعملوا هذا التحريك لتمكين. مجموعة من البشر من السلطة، ثم بعد ذلك يحلها حلال، إن مدي انتماء هذه المجموعة من البشر إلى الإسلام لابد أن يتوقف على تصنيف تال يضعهم حيث يمكن أن تتفق سماتهم ومواقفهم مع أي مما سبق من أنواع وتباديل.

إن الصراع مع هذا النوع من الإسلام هو صراع سياسي في المقام الأول، وربما الأخير، وهو يتبع قوانين كل الصراعات السياسية بما في ذلك الكر والفر، والمناورة والتكتيك، وما يصاحب كل هذا من كراهية وتوجس وتبادل صفقات ضرورية، واتفاقات مؤقتة، وتحديد أدوار بين الكاره والمكروه (تحت الترويض).

خامساً: الإسلام الاستقطابي الأعمى: هنا يتحقق الموقف الذي ينفي الآخر بقدر ما ينفيه الآخر، وأكثر، مهما ادعي غير ذلك. هذا هو ما يركز عليه خصوم الإسلام تبريرا لمصارعته ثم تشويهه أو تمييعه أو محوه. ومن أسف أن هذا النوع هو أنه يقوم بوظيفة «دفاعية» حفاظا على هوية متميزة في مقابل التحدي والاستقطاب على الجانب الآخر. مثلاً: إن استقطاب اليهود وتفردهم بزعم أنهم هم الذين يمثلون الدين الصحيح دون سواهم، لابد أن يقابل باستقطاب إسلامي مقابل يدعي نفس الدعوي ليحمي نفسه من الذوبان أو التبعية. على نفس القياس نجد أن إحياء الأصولية الإنجيلية في أمريكا متضامنة مع الصهيونية والقوي المالية تضطر المخالفين (مسلمين أو غير مسلمين) إلى التجمع حول القطب المضاد زاعمين بدورهم التفرد بالحق وتمثيل الخير وهكذا.

سادساً: الإسلام الإبداعي: (الصوفي/ الوجودي/ النقدي/ الاجتهادي/ المعايشي) هذه الصورة يندر الحديث عنها بقدر ما يصعب توصيفها، مع أنها هي الصورة الأقرب إلى أصل الإسلام وكل الأديان. ويرجع ذلك إلى أن هذا النوع هو متجاوز للتفاصيل دون التخلي عن الأساسيات وبالتالي فإن المؤسسات الجاهزة، والتفسيرات الجامدة تقف له بالمرصاد، إن هذا النوع هو أقرب ما يكون إلى النوع الأول «الإسلام التوحيد الحرية» إلا أن أصحاب هذا الموقف يحاربون ويرفضون من الإسلام السلطة، ومن الإسلام الرسمي، ومن الإسلام الوسيلة السياسية أكثر مما يرفضون من أعداء الإسلام. يترتب على ذلك أنهم يضطرون إلى أن ينتسبوا إلى ما يحقق رؤيتهم، ويطلق حريتهم تحت اسم غير الإسلام، أو هم يحققون ذواتهم، ويمارسون جهادهم، بشكل فردي أو ثللي محدود.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed