طباعة

كن عبدي وإلا قتلتك

Posted in المجتمع

خامساً: المواجهة فالإبادة: إذا لم تفلح كل هذه الأساليب في تحقيق أمانهم الزائف، بنفي الآخر بدرجة تؤكد لهم احتكار الخير والحقيقة وأدوات السلطة، فإنهم لا يتوقفون عن التمادي في الغطرسة والإهانة والاستعمال والاحتقار بشكل متصاعد التحدي حتى يفقد هذا الأضعف ضبط نفسه فيقدم ــ يأسا ــ على ما يبرر لهم إبادته فعلا. وهكذا يحدث الحادث الذي ينتظرونه، فهم الذين مهدوا لظهوره، فيفزعون، ويهجمون، ويسحقون، ويبيدون مطلقين صيحات الاستغاثة، ثم نداءات الاستعانة أهازيج النصر.

في محاولة التعرف على«المكروه«

إن التعرف على ما يطلق عليه مسمي الإسلام في وقتنا هذا يحتاج لجهد هائل من المسلمين قبل أعدائهم. إن المطروح من أشكال وتجليات ما يسمي الإسلام هو أكثر من أي تصور، هذا على مستوي البلد الواحد (مصر مثلا)، فما بالك بما هو قائم على مستوي العالم.

ننظر في بعض تباديل وتوافيق ما يطلق عليه الإسلام، ربما أمكننا أن نتعرف على أي إسلام يفوتون له، وأي إسلام يوافقون عليه، وأي إسلام يحاربونه، وأي إسلام يستعدون للقضاء عليه.

إن المطروح على الساحة الآن مما يطلق عليه «إسلام» هو مختلف ومتنوع باختلاف التاريخ والجغرافيا والثقافة والممارسة. وفيما يلي بعض عينات من ذلك.

أولاً: الإسلام التوحيد الحرية: بلا سلطة دينية رسمية ولا وصاية سلفية جامدة، مع التأكيد على بساطة التعاليم ومباشرة العلاقة بالكون وخالقه. إن عمق التوحيد في هذا الإسلام الأصل هو الذي يولد حركية الحرية ويؤكد كرامة البشر ومساواتهم. هذا النوع من الإسلام، لا يمارس إلا ممارسة فردية لا تعني هؤلاء الكارهين في شيء، كما أنها قد لا تهددهم في شيء. أتصور أن خشية بعض مفكريهم من الحرية الحقيقية التي يمكن أن تتأكد من هذا الموقف التوحيدي يرجع إلى تحسبهم من احتمال كشف الحريات السطحية التي يروجونها.

ثانياً: الإسلام الرسمي السلطوي: وهو الذي تنتهي حدوده عند ألفاظ المعاجم، وفتاوي السلف. هذا النوع من الإسلام لا يخيفهم أصلا، بل لعلهم يساهمون في زيادة حجمه على حساب تجليات الإسلام الأخرى. إنه خير ضمان لهم أنهم الأعلى، والأكثر حركة، والأولي بقيادة العالم.

ثالثاً: الإسلام الوطني الشعبي: وهو الغالب في الممارسة التي تلتحم بالأرض الموجود عليها، وبثقافة ناسها، فيتجادل مع هذا وذاك ومع التاريخ الخاص بهذه المجموعة من المسلمين، لتفرز لنا إسلاما له طابعه المحلي الخاص، وهو وإن لم يخرج ــ غالباً ــ عن القواعد الجوهرية لما هو إسلام تقليدي إلا أن هذا النوع بالذات يمكن أن يحتوي مواطنين يدينون بأديان أخري، لكنهم يمارسون الإسلام المعيش بالعادات والتقاليد ونوع العلاقات والمواقف بشكل لا يمكن تمييزه عمن يعتنقون الدين المسمي بالإسلام، وهذا أقرب ما يكون إلى حال مصر منذ بضعة عقود، وربما فلسطين الآن.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed