طباعة

حيرة مريض نفسى بين الطب والغيب

Posted in المجتمع

وقد أراد بعضهم أن يوسع تأثيره على الناس فسجل أشرطة تبين كيف يخرج الجن من المرضى وانتشرت هذه الأشرطة وسببت فزعاً لكل من سمعها ، وقد جاءوا للعلاج من تأثيرها وقد قدر لى أن أسمع عدداً من هذه الأشرطة وما رأيت فيها إلا حالات هستيرية كالتى سبق وصفها تتحدث تحت تأثير إيحاءات المعالج .

يقول الشيبخ الشعراوى ( 1990 ) : ويريد الله سبحانه وتعالى أن يزيل خوفنا من أن يصيبنا ضرر من هذه القوى التى ترانا ولا نراها ، فيطمئننا بأنه جل جلاله يحفظنا ويرعانا .. لاينام ولايغفل .. قيوم على كونه ..أى قائم عليه فى كل ثانية .. فيقول جل جلاله :

" الله لا إله إلا هو الحى القيوم لاتأخذه سنة ولا نوم " ( البقرة 255 )

ثم يريد الحق تبارك وتعالى أن يزيد اطمئناننا .. فيقول لنا أنه عز وجل هو خالق السماوات والأرض .. ولذلك فإنه لايوجد من خلقه من يستطيع أن يخرج عن مشيئته .. فالمخلوق خاضع خضوعا تاما للقوانين التى أرادها له الخالق .. لايمكنه أن يتمرد عليها .. وذلك حتى لانخشى أن يتمرد مخلوق من مخلوقات الله ويفعل شيئا لم يأذن له به خالقه .. فيقول جل جلاله :

" له مافى السماوات وما فى الأرض " ( البقرة255 )

ونظراً لكثرة الممارسات المؤسفة والخاطئة فى هذا المجال فقد أعلن معظم الأطباء استنكارهم لما يحدث وامتد الاستنكار ليشمل أمورا حقيقية ثابته فى الكتاب والسنة ولكنها أحيطت بأخطاء المشعوذين ومبالغات العامة وأوهامهم .

والجن يمكن أن يؤثر فى الانسان بطريقة لانعلم كيفيتها ( وهذا ليس قاصرا على الجن بل إن كل شئ فى الكون يؤثر ويتأثر بالأشياء الأخرى ) فقد قال الله تعالى :- }الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ{( البقره 275 )

قال ابن كثير رحمه الله فى تفسير هذه الآية ما نصه : - أى لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع هاله صرعه وتخبط الشيطان له وذلك أنه يقوم قياما منكراً .وقال ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير هذه الآية : آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً يخنق .

وقال الرسول e فى الحديث الصحيح الذى رواه الشيخان عن صفية رضى الله عنها :- (ان الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم) .

إذن هذه النصوص تدل على إمكانية تأثير الشيطان فى الإنسان مع إعطاء صورة الجنون أو اضطراب الحركة والتصرف .

ولكن مدعى العلم بأسرار الجن بالغوا فى هذا الأمر فادعوا أن كل الأمراض هى مس من الجن أو هى تأثير سحر ليبتزوا المرضى المساكين وخاصة أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتلمسون الشفاء فى أى مكان وبأية طريقة وهكذا انتشرت العرافة والكهانة بصورة جديدة تخفى نفسها خلف آيات من كتاب الله يقرؤها هؤلاء حتى يظلون فى حمايتها وتزداد قوة تأثيرهم فى العامة .

وعلى الجانب الآخر – كما ذكرنا - بالغ الأطباء فى استنكار ما يحدث وإنكار تأثير الجن والسحر والحسد بالكلية واللوذ بمكتسبات الطب التى كشفت الكثير من الغموض وقد اعتقد الكثيرون منهم أنه لم يعد هناك شىء بعيد عن البحث والتجربة الملموسة .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed