طباعة

اضطراب الهوية الجنسية عند الأطفال والمراهقين

Posted in المجتمع

 

وفي عدد من الحالات الشديدة يمكن إجراء عملية جراحية .. وقد وجدت الدراسات الأولية أن الجراحة علاج ناجح ورافق ذلك حماس ودعاية وأفكار خاطئة.. ولكن بعد زيادة أعداد الحالات التي تم علاجها جراحياً من خلال تغيير الجنس تبين أن هناك مشكلات نفسية واجتماعية كبيرة .. ومنها ازدياد حالات الانتحار والاكتئاب لدى المرضى المتحولين جنسياً .. وأيضاً ازدياد المشكلات الإدمانية ومشكلات الطلاق والدعارة وغيرها .. وبعضهم لم يستطع أن يتكيف مع جسده الجديد وطلب إعادته لوضعه السابق .. وهذا غير واقعي طبعاً بعد استئصال الأعضاء الجنسية الخارجية للذكر والتكوين الجراحي لأعضاء جسدية شبيهة بالأنثوية ..

خاتمة :

مما لاشك فيه أن الوقاية خير من العلاج دائماً .. وحالات اضطراب الهوية الجنسية الشديدة ليست سهلة في علاجها والتعامل معها ..

وهناك حالات أخرى متنوعة من عدم الثقة بالنفس من الناحية الجنسية عند الجنسين ، وهي واسعة الانتشار ويجب تفريقها عن اضطراب الهوية الجنسية .. وفيها أن الشاب غير واثق برجولته وأنه غير جذاب للجنس الآخر ، وأنه غير جميل أو قصير القامة أو غير ذلك من عقد النقص المرتبطة بالأمور الجنسية .. وكذلك بالنسبة للفتاة حيث تشعر بأنها غير جميلة أو بدينة وأنها غير محبوبة .. وكل ذلك مرتبط بالقلق الطبيعي الاعتيادي والذي يزداد في مرحلة المراهقة عادة ..وربما يخطر ببال الشاب أو الشابة أنه (ها) شاذ جنسياً في حال تعلقه وحبه لشخص من مثل جنسه أو إذا راودته خيالات شخصية غير مقبولة .. وكل ذلك مفهوم واعتيادي ويحتاج إلى مزيد من الثقافة الجنسية الطبية وتعديل بعض الأفكار الخاطئة عن نفسه وسلوكه وبناء الثقة بالنفس والتطور الإيجابي للمهارات والقدرات الشخصية في مختلف الميادين ..

ولابد من التأكيد أن مشاعر القلق السابق ذكرها والأفكار المصاحبة لها حول الثقة بالنفس من الناحية الجنسية، لا تدل على الاضطراب المرضي في الهوية الجنسية ولاتؤدي إلى عدم الرضا عن الجسد والرغبة في التحول إلى الجنس الآخر .. والقلق هنا نسبي ولايطال جوهر الهوية الجنسية .

وفي بعض الحالات من الأشخاص الذين لديهم " اضطراب الشخصية الحدودية " والتي تتصف بتغير هويتها واهتماماتها ونشاطاتها بين فترة وأخرى .. يمكن أن تبدو هذه الحالات وكأنها تعاني من " اضطراب الهوية الجنسية " لفترة محددة ولكنها تتراجع عن سلوكياتها وتعود إلى هويتها الجنسية الاعتيادية .

كما يمكن لبعض الأشخاص من " الشاذين جنسياً " من الجنسين ، أن تظهر لديهم رغبات لتغيير ملامحهم وهويتهم الجنسية الجسدية ظناً منهم أنهم سيصبحون أكثر قبولاً من نفس الجنس .. وعادة ماتخف هذه الرغبات بين فترة وأخرى .

والجدير بالذكر أن المجتمع الحديث قد شهد تغيرات في تركيبته التقليدية وفي أنماط السلوك الذكوري والأنثوي وفي الأدوار المرتبطة بكل جنس .. وهناك بالطبع حقوق متشابهة وواجبات متشابهة للجنسين يجب تأكيدها .. وهناك تغيرات في الشكل والملبس أصبحت شائعة ومقبولة مثل الشعر القصير للجنسين وثياب الجينز والأحذية الرياضية وغيرها.. ولكن لايعني ذلك إغفال الفروقات ونقاط الاختلاف بينهما أو تركها غامضة أو مشوشة في المجال التربوي أو الاجتماعي .. ومنها الهوية الجنسية الطبيعية والفروق الجنسية والشكلية بين المرأة والرجل التي لايمكن تغييرها.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed