طباعة

الفلوس والنفوس

Posted in المجتمع

arrowsمنذ اشتعلت أزمة البورصة العالمية في نهايات عام 2008 تم الإعلان عن حالتي انتحار في مصر بسبب الهبوط الحاد والخسائر الفادحة , وهذه هي الحالات الصارخة المعلنة ولسنا ندري كم هي الحالات التي أصيبت بجلطات في القلب أو المخ أو ارتفاع في ضغط الدم أو القلق أو الإكتئاب أو المشكلات العائلية والإجتماعية المترتبة على كل ذلك , ولسنا ندري أيضا عن أثر تلك الحالة من الهلع والذعر على قرارات المتعاملين في البورصة وكيف أدت إلى مضاعفة الخسائر .

 

وساد شعور عام لدى الناس بالخطر , وأيقنوا أن النظام الإقتصادي العالمي ليس نظاما راسخا كما كانوا يظنون , وأن رجال المال والإقتصاد ليسوا موضوعيين أو عقلانيين أو منطقيين تماما كما كنا نعتقد فيهم , وأن ثمة حاجة لتغييرات جذرية في النظم المالية الحالية , تجعلها أكثر أمانا وأكثر استقرارا.

وقد جاء في تصريح الدكتور محمد النجار أستاذ الإقتصاد تعليقا على أزمة البورصة العالمية وانعكاساتها على السوق المصرية : "إن الأزمة طالت البورصة المصرية بشكل حاد بسبب عوامل نفسية " ... وهذه حقيقة حيث أن الأزمة العالمية سببها – كما يقول محمد عبد القوي , محلل سوق المال – الإفراط في عمليات الرهن العقاري وتمويل شراء العقارات في أمريكا دون ضمانات مما أدى إلى كارثة حقيقية ... وأن السوق المصرية في مأمن عن حدوث تلك الأزمات نظرا لصغر سوق التمويل العقاري في مصر . إذن فخسارة البورصة المصرية (والتي يقدرها الإقتصاديون بحوالي 150 مليار جنيه في شهري سبتمبر وأكتوبر 2008) سببها حالة القلق والإرتباك الشديد لدى المستثمرين جراء متابعتهم للأنباء السلبية في سوق المال العالمي مما دفعهم إلى البيع العشوائي والمتسرع للأسهم (جريدة الدستور 12/10/2008م) .

جائزة نوبل والمجال النفسي الإقتصادي :

وفي الماضي لم يهتم أحد بدراسة العلاقة بين الحالة النفسية والتعاملات المالية بشكل علمي , ولهذا فقد حصل العالم النفسي دانيال كانيمان Daniel Kahneman  أستاذ علم النفس في جامعة برينسيتون على جائزة نوبل في الإقتصاد عام 2002 م حين أجرى أبحاثا ربطت بين الإقتصاد وعلم النفس , أي باختصار سلط الضوء على العلاقة بين الفلوس والنفوس .

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed