طباعة

إهمال الطفل قد يضر بنمو دماغه

Posted in الصحة

baby-foodتُشير دراسةٌ حديثة إلى أنَّه يُمكن للإهمال الاجتماعي والجسدي الشديد أن يُضرَّ بنموِّ الدماغ عندَ الطفل, لكن يُمكن أن تنقلِبَ هذه النتائجُ بشكلٍ جزئي إذا انتقل الطفلُ إلى بيئة أكثر إيجابيَّة.

قام الباحثون بتحليل نتائج الرنين المغناطيسي للدماغ في ثلاث مجموعات لأطفال رومانيين تتراوح أعمارُهم من 8 إلى 11 عاماً، نشأ بعضُهم في دور الأيتام؛ وبعضُهم كانوا في هذه المراكز، ثمَّ انتقلوا إلى منازل قَدَّمت لهم رعايةً جيِّدة؛

 

وعاش القسمُ الباقي منهم ضمن بيئة أسريَّة طبيعية خلال حياتهم بأكملها.

كان عند الأطفال، الذين قضوا وقتاً من حياتهم في دور الأيتام، مقدارٌ من المادة الرمادية في قشرة الدماغ أقل بكثير مقارنةًً بأولئك الذين لم يدخلوا دورَ الأيتام مطلقاً. وحتَّى إذا وُضِع الأطفالُ في منازل تُوفِّر لهم الرعايةَ والحنان, لم تصل مستوياتُ المادة الرمادية عند الأطفال الذين سبق أن نُشِّئوا في دور الأيتام إلى الحدِّ الطبيعي. ومن المعلوم أنَّ المادةَ الرمادية تساهم في التحكُّم بالعضلات والعواطف والذاكرة والنطق والإدراك الحسِّي، كالبصر والسمع

لكن بدت المادةُ البيضاء أكثرَ مرونة؛ وكان مقدارُها عند الأطفال الذين بقوا في دار أيتام أقلَّ منه عند الأطفال الذين لم يدخلوا دارَ أيتام على الإطلاق. لكن، كانت كمِّيةُ المادة البيضاء عند أطفال دور الأيتام الذين وُضعوا ضمن بيئة رعاية عالية الجودة نفسها عند الأطفال الذين لم يدخلوا دارَ أيتام في حياتهم.

قال الباحثون إنَّه يمكن للاختلافات في كيفيَّة تطوُّر المادَّة البيضاء والمادة الرمادية أن تُفسِّر لماذا كانت المادةُ البيضاء أفضلَ قدرةً على التعويض من المادة الرمادية؛ فنموُّ المادَّة الرمادية في الدماغ يصل إلى ذروته في أوقات محدَّدة خلال الطفولة، ويُمكن لبيئة الطفل أن تؤثِّرَ بشدَّة في نموِّ الدماغ خلال تلك الفترات الحسَّاسة. أمَّا المادَّةُ البيضاء (وهي ضرورية لتشكيل روابط  في الدماغ) فهي تنمو ببطء أكثر مع مرور الوقت؛ وربَّما هذا ما يجعلها أكثرَ قدرةً على التعافي من تأثيرات الإهمال الاجتماعي والجسدي.

قالت مارغريت شيريدان، المشاركة في الدراسة من مختبرات طبِّ الأعصاب الإدراكي في مستشفى الأطفال في بوسطن: "نحن نجد على نحو متزايد أدلَّةً على أنَّ التعرُّضَ للمِحَن والشَّدائد في الطفولة له تأثيرٌ سلبي في نموِّ الدماغ؛ والنتائج تختلف بشكل واسع, ليس فقط بالنسبة للأطفال الذين دخلوا مراكز رعاية، إنَّما لدى الأطفال الذين تعرَّضوا إلى سوء معاملة وهجر وعنف خلال الحروب وفقر شديد ومِحن أخرى أيضاً".

وبحسب صندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتَّحدة, يعيش 8 ملايين طفل على الأقل في أنحاء العالم في مراكز رعاية خاصَّة بالأطفال.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed