طباعة

هل اتخاذ الصورة معيارًا شرك؟

Posted in الثقافة

فما حدث في العصر الذي نعيشه وبعد الثورة التكنولوجية الهائلة والإنترنت والفضائيات والفيديو كليب، وكم تغيرت أشياءٌ كثيرة،............، وأصبح المثال والنموذج الغربي في كل شيء تقريبا هو النموذج المطروح بشدةٍ وبلا هوادة، وإذا أخذنا مثلا نوضح به كيفية حدوث ذلك عبر الصورة فإن نموذج الجسد الأنثوي الجميل الذي ترسخ في أذهان معظم المبصرين وربما حتى من حرموا نعمة البصر، يعدُّ واحدًا من أفضل النماذج التي يتجلى فيها مفهوم الأيزو، والستاندارد Standard وهي قيم غربية كان من بين ما انتشرت وترسخت من خلاله سيولٌ من الصور، ولكن أكثر التطبيقات إيلاما لمفهوم "الأيزو أو الستاندارد" هي تطبيقاته على الجسد البشري وعلى السلوك البشري أيضًا، خاصة إذا بني الأيزو على أكاذيب مثل أكذوبةُ الوزن المثالي كما نشرنا من قبل على مجانين.

إلا أننا سنكتفي هنا بالأثر الهائل الذي أحرزته الصورة في مجال الجسد الأنثوي الجميل، ففضلاً عن أنها عرته ونزعت عنه قدسيته وخصوصيته، فإن الصورة المتكررة لنموذج معين للجسد (هو النموذج المثالي للجسد الرشيق)، تختزن في الوعي البشري مع الوقت على أنها النموذج الوحيد للجمال، ويصبح كل شكلٍ من أشكال الجسد البشري إما مطابقا للمواصفات وإما مُعَرَّضا لعدم الرضا من صاحبه ومن الآخرين، وقد بينا من قبل كيف في وعي الناس وآرائهم تحركت البدانة من الجمال إلى القبح، فكم من الأزواج يشتكون من تغير جسد الزوجة بعد الزواج، وكم من الزوجات يعشن معظم حياتهن في حمية منحفةٍ (ريجيم) دائمةٍ مدة الحياة؟ وذلك أيضًا لأن النموذج الشائع والمتكرر لشكل الجسد الجميل أصبح هو المعيار الذي نقيم خلق الله على أساسه! بل يقيم الناس أنفسهم على أساسه، وذلك لأن الصور التي اختزنت في الذاكرة قد أصبحت معيارا يتم الرجوع إليه بوعي أو بدون وعي، بل إن أمر النموذج الوحيد للجمال الأنثوي تعدى تأثيره مفاهيم الناس العاديين، حتى أثر على المفاهيم الطبية أيضًا كما بينا في مقال مسارُ البدانة من الصحة إلى المرض، وكما تبين الصورة المقابلة والمأخوذة عن طبعتين من أحد مراجع النساء والتوليد الطبية بين تاريخي صدورهما ما يزيد على قرن من الزمان.

وحقيقة الأمر أن الصورة ليست أكثر من فخ كاذب عندما تتخذُ معيارا لأي شيء لسببٍ بسيط هو أنها تعبر عن لحظة لا تتكررُ حتى في حياة صاحبها أو صاحبتها فكيف نتخذُ من لحظة معيارا دائما يطبق على الجميع؟؟

ماذا فعلت الصورة في بيوتنا؟
إذن تسللت الصورة/ النموذج للجسد الأنثوي الجميل إلى بيوتنا عبر المجلات، وعبر الشاشات، واهتزت دعائم كثير من بيوتنا العربية، بسبب المسافة الهائلة بين النموذج المطروح على أنه الأجمل والأرشق والأنسق والأكثر صحة وملاءمةً لكل الأنشطة النسوية الجميلة والناجحة، وبين الجسد الحقيقي الطبيعي لإناثنا، وأنقل لكم عن حواء وآدم في إسلام أون لاين نتائج تحقيق صحفي لناهد إمام في واحدة من دول الخليج، أظنها الكويت أو قطر، مع بعض التعليق والإضافة مني: "وفي دنيا العولمة الجديدة تتجه نماذج الجمال المنحوتة خطوات إلى الخلف لتصبح بلا لون ولا شكل ولا هوية.. فتقتحم على دنيا الأزواج والزوجات حياة كانت هانئة لتضعها على مسارات أخرى صاخبة، ويتم ذلك وفى كثير من الأحيان رغما عنهم!، إذن كيف تؤثر وسائل الإعلام على مفهوم الجمال ومقاييسه لدى الزوجات والأزواج؟ وما هي أكثر عناصر الجمال جذبا للرجل تجاه المرأة؟ هل تغيرت نظرة الأزواج تجاه جمال زوجاتهم وبماذا تحدثهم أنفسهم؟! أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع تدور في أذهاننا ومن خلال عينة قوامها 100 من الأزواج والزوجات استطعنا الحصول على إجابات صريحة وأخرى دبلوماسية حرصا على السلامة الزوجية! ، فأما بالنسبة للأزواج فإن:

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed