طباعة

أيها المثقف العراقي هيا نحو التغيير السياسي

Posted in الثقافة

iraq-mapللمثقف دور متميز في الحياة العامة والحياة السياسية ويلعب دور مهم في اسلوب التفكير في العمل السياسي  وفي المزاج الشعب . وبهذه الاهمية ركزت عليه عهود الطغيان والاستبداد في جلبه الى صفها ليكون داعية وناطق باسمها والمدافع
الامين عنها . والحقبة الدكتاتورية المنصرمة تعطينا امثلة ساطعة في تعاملها مع المثقف واصحاب القلم , ومحاولة ارتباطه بها ليكون صوتا معبرا من وسائل الاعلام والوسائل الثقافية الاخرى من خلال اسلوب  ( الترهيب والتغريب ) .

 

لقد رفض الكثير من اصحاب القلم والفكرالحي  هذا النهج الارهابي , فكان مصيرهم القمع والارهاب والسجن والمحاربة في الرزق اليومي وتكميم الافواه والتشرد والتغرب عن الوطن . لان الحقبة الدكتاتورية تعتقد بشكل قاطع اهمية الاعلام ودوره
في الحياة ويعتبر من مرتكزات بقائها واستمرارها في عرش الطغيان هو الاهتمام بالجانب الاعلام الذي يزيف الواقع المرير بالنفاق والخداع ,وتبيض صورة النظام وقائده الاوحد رغم استخدام العنف اللانساني واهدار ثروات البلاد بحروب
مجنونة . وشراء الذمم في الداخل والخارج , لتغطية على جروح الشعب العميقة ...   وبعد سقوط الدكتاتورية ظن الكثير بان العراق سيدخل رحاب الحرية ويسجل شهادة وفاة للمعاناة والمصاعب التي تجرعها كالعلقم من النظام المقبور
وينطلق صوب الحرية والحياة الكريمة ويمزق الواقع المر .. لكن هذا الحلم اصبح بعيد المنال وصعب الانجاز والتحقيق , اذ نفس اسلوب النظام البغيض ( الترهيب والترغيب ) يتصدر المشهد السياسي , ونفس معاناة المواطن وتفاقم
الازمات وانعدام تقديم الخدمات الضرورية في الحياة اليومية , بسبب ان النخب السياسية المتنفذة تقوقعت واصبحت اسيرة في بشاطها السياسي بالعقلية الطائفية والتفكير الحزبي الضيق الذي جلب الخراب السياسي والفساد المالي , والعجز
الفادح والفشل الواضح في ادارة شؤون البلاد . واقتصر هم الكتل السياسية التي تتحكم بالقرار السياسي على التناحر والتطاحن على الحصول على اكبر حصة في اقتسام الغنائم والمنافع الذاتية والمالية , وادخلوا العراق في ازمة سياسية
طاحنة تجر بتبعياتها على الواقع المرير وتزيد من الجراحات العميقة التي انتجتها الحقبة المظلمة . اذ تسيد المشهد السياسي حفنة من السياسين  لا يهمهم سوى منافعهم الذاتية والمالية وقوقعتهم في دائرة بريق السلطة والنفوذ , وتركوا المواطن بدون معين او سند  ليغرق في بحر الازمات ..

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed