طباعة

علي بن عباس الأهوازي

Posted in الثقافة

arabic-bookهو أبو الحسن عليُّ بن عبَّاس الأَهوازي المَجوسي، وُلِد في إقليم الأهواز العربِيِّ بالقرب من جنديسابور، لكنَّ المؤرِّخين لم يذكروا تاريخَ مولده. واشتُهِر في الغَرب باسم هالي عباس Haly Abbas. انتقلَ إلى بغدادَ وتُوفِّي فيها بعد أن دخلَ في خدمة عَضُد الدولة البُوَيهي. أعطته مُنجَزاته في صناعة الطبِّ مقامَه الأوَّل بين أطبَّاء عصره ومن سبقه ومن جاء بعده من أطبَّاء الشرق أو الغرب.

 

وهو يُعدُّ من أوائل الأطبَّاء الذين اعتمدوا الدقَّةَ العلمية في أبحاثهم، والتي تَجلَّت في التَّركيز خلال الفحوص السَّريرية على المرضى، وقد أوصى العاملين  في مهنة الطبِّ بالتَّدريب الدائم، والتأنِّي في استخلاص العلَّة، والاستفادة ممَّن سبقهم من الأطبَّاء. وعاشَ في عَصر الطَّبيب أبي بكرٍ الرَّازي.

كان طَبيباً مُجيداً متميِّزاً في صناعةِ الطبِّ، وواحِداً من أهمِّ الأطبَّاء العَرب الذين عرفهم الأوروبيُّون, واتَّخذوا كتاباتهم أساساً لدراسة الطبِّ، وربَّما يكون أوَّلَ طبيبٍ مُسلِم عرفه الغربُ اللاتينِي. وقد اشتغلَ بصناعة الطبِّ على يد أبِي ماهِر موسى بن سيَّار، وتتلمَذ له. كما درسَ النَّباتاتِ ومَنافِعَها، وصناعةَ العَقاقير منها.

لم يكن عليُّ بن عبَّاس الأهوازي من الأطبَّاء الذين اشتُهروا بكثرة مصنَّفاتهم، لكنَّه كتب كتاباً بعنوان "كامِل الصِّناعة الطبِّية"، صارَ مَرجِعاً لجميع الأطبَّاء في الشَّرق والغرب على السَّواء. واشتُهرَ هذا الكِتابُ باسم "الكتاب الملكي"، حيث صنَّفه للملك عَضُد الدَّولة فناخسرو بن ركن الدَّولة أبي علي حسن بن بويه الدَّيلمي، المعروف باسم عَضُد الدَّولة البُوَيهي، وكان طَبيبَه الخاص؛ وهو كتابٌ جَليلٌ مشتمِل على أجزاء الصناعة الطبِّية، عِلمِها وعَملِها. 

الكِتابُ الملكيُّ في الطبِّ موسوعةٌ طبِّية مُتقَنة ضمَّ عشرون مقالةً، تَناولَ في المقالات العشر الأولى النَّواحي النظريَّة, أمَّا المقالاتُ العشر الأخرى فتَناولت صناعةَ الطبِّ. وقد اعتمدَ عليُّ بن عبَّاس في مؤلَّفه هذا على المشاهَدات العلميَّة في المستشفيات، لا على مُجرَّد الدِّراسة النظريَّة. وقد بَقِيَ موئلَ العُلَماء والدَّارسين زَماناً إلى أن ظهرَ كتابُ القانون لابن سينا، فمالَ النَّاس إليه وتركوا الكتابَ الملكي؛ وقد قِيل إنَّ الكتابَ الملكي في القسم العملي أبلغُ من القانون، لكنَّ القانونَ في العلم أثبتُ منه. ومن الأمور المبتَكرة في هذا الكتاب إشارتُه إلى وجود الحركة الدَّموية الشعريَّة، وبُرهانُه على أنَّ الطفلَ في الولادة لا يخرج من تلقاء نفسه، بل بفَضل تقلُّصاتٍ عضلية في الرَّحِم. وكان أوَّلَ من تكلم عن عِلاج التورُّم المسمَّى أُمَّ الدَّم [جمعها: أُمَّهاتُ الدَّم] أو الأنوريزم aneurysm بالجراحة، ووصفَ ذلك بقوله: "ينبغي أن تشقَّ الجلدَ شقاً بالطول، وتُخرج ما في الموضِع من الدم، وتكشف عن الشِّريان وتُعرِّيه من الأجسام التي حوله، وتعلِّق الشِّريانَ بصنَّارة.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed