طباعة

هيا بنا نعرف ما هو طبقك المفضل ؟

Posted in المغذيات

 

إن الإرضاع الطبيعي ليس فقط الوجبة الأفضل و الألذ ، بل إنها أيضاً الوجبة الأكثر حماية و مناعة ، فهي تقدم للطفل حاجزاً ميكانيكياً و كيميائياً و مناعياً واقياً للطفل طيلة فترة الأشهر الستة من الكثير من الأمراض ، و تجنبه خوض تجارب قد تكون قاسية عليه في هذه الفترة من الحياة ، و تزيد ارتباطه بأمه ، و تزيد من تعلق الأم بوليدها ، كيف لا ن و إن منعكس الإدرار عند الوالدة هو منعكس حسي و شرطي في آن معاً ، بحيث أن الأم يسيل حليبها أحياناً بمجرد تذكر طفلها أو بمجرد أن يحين موعد الرضاعة ، حتى قبل أن يرضع الطفل .

بل و أكثر من ذلك ، فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن جسم الأم يقوم بإفراز مجموعة من المركبات الكيميائية التي تسمى الفيرمونات ، و ذلك بشكل كبير أثناء إرضاعها لوليدها ، و هذه الفيرمونات تتمتع بخاصية التطاير و الانتشار بنسبة معينة ، أي أنها يمكن أن تنتقل إلى الإناث الأخريات الموجودات في محيط الأم المرضعة ، علاوة على وجودها أصلاً في جسم الأمر المرضع و انتقالها إليه عبر الانتشار ، و تقوم هذه الفيرمونات بالعديد من الوظائف ، فهي من نوع الكيماويات الجنسية إن صح التعبير ، و التي تزيد من استدعاء الزوج إلى فراش الزوجية ، كما أنها تزيد من الرغبة لدى الزوجة و تشعرها بالرضا بشكل أفضل بكثير بعد الممارسة .

لقد تم التوصل إلى هذه النتائج بعد دراسة حديثة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية على أكثر من 500 امرأة ، و تبين أن أكثر من 70% من هؤلاء النسوة شعرن بمتعة أكبر أثناء ممارساتهن الجنسية مع أزواجهن بعد أن تم وضعهن في غرفة واحدة مع نساء مرضعات ، علماً أن من بين هؤلاء النسوة من لم تكن متزوجة  و من بينهن من لم تشعر أبداً بالمتعة الجنسية أثناء ممارستها سابقاً .

عندما نشير إلى هذا الجانب الحميم من العلاقة الزوجية فإننا لا نعني بالضرورة إثارة الاهتمام به من حيث هو مجرداً فقط ، و إن كان مهماً فعلاً لإتمام الحياة الزوجية ، و لكنني أريد من القارئ العزيز أن يسافر بفكره إلى ما هو أبعد من ذلك ، و يتفكر و يتأمل ، فالرضاعة الطبيعية بهذه الطريقة دافع من دوافع البقاء للجنس البشري ، و هي بحثها على إفراز الفيرمونات الجنسية من جسد الأم المرضع فإنها يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على الحفاظ على النسل البشري ، كما و أنها يمكن أحياناً أن تؤثر بشكل مباشر و ذلك من خلال التأثير المعروف عن الفيرمونات الأنثوية أحياناً على الحض على تنشيط الجريبات المبيضية ، و العمل على إنضاجها بالشكل الأتم . إن  الأم عندما ترضع أطفالها رضاعة طبيعية فإن هذا يبعث رسالة إلى جسمها أنها قد أتمت حملها و وضعت ثقلها ، و هذا ما يعني أنها الآن في طور الاستعداد لاستقبال جنين جديد في رحمها ، و في هذا حفظ للنوع و بقاء للبشرية . قد يشكك البعض في دور الفيرمونات التي أشرت إليها ، و على الرغم من أنني لم أحاول أن أصورها على أنها عصا سحرية في العلاقة الزوجية ، إلا أن أحداً لا ينكر فعاليتها و تأثيرها الكبير على كل من الرجل و المرأة ، و إن مثل هذه الفيرمونات هي التي تحفظ أنواع بعض الكائنات الحية ، و مثلها أيضاً يمكن أن يجد الرجل ريحه أحياناً في عرق المرأة و مفرزات أخرى منها ، كما و إن العديد من الشركات تستخلص بعض الفيرمونات و تصنعها بشكل مركز و تضيفها إلى العطور النسائية

و عوداً على ذي بدء .. أقول إن الإرضاع الطبيعي هو أفضل قرار تتخذه الأم لوليدها في مطلع حياته ، و هي إن نفذته فهذا أدعى أن تنتخب صالحه في المستقبل و أن تتخير له الأفضل في كافة شؤونه . و إن لم يكن هناك من مانع معروف و واضح للإرضاع فحرام على الأم أن تحرم نفسها و طفلها هذا الخير العميم الذي يمكن أن ينجم عن تآثرات الإرضاع الوالدي الطبيعي ، و التي تنعكس إيجاباً أيضاً على صحة الأم حيث إن الإرضاع الطبيعي يقلل كثيراً من احتمالات الإصابة بأورام و سرطانات الثدي ،

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed