طباعة

رمضان: ملاذ الأرواح

Posted in الثقافة


كيف يتاح هذا لمن ينامون أغلب النهار؟! أو يظنون الصوم مجرد امتناع بالنهار؟! أو يقلبون المقصود.. فيكون رمضان شهر احتفال واحتفاء بالأشياء والشهوات المباحة، وأحياناً غير المباحة؟!

ثم نعود نفتقد الروح، فنسافر بحثا عنها نلتمسها بجوار الكعبة أو في حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونحن الذين حاصرناها مقيمين، فهربت من الاختناق، نحن أضعناها في الزمان فذهبت تلتمس البقاء في المكان!!

ومع النساء..
{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}..
ليس رمضان ذمًّا للأشياء أو الشهوات، ولكنه دعوة للتأمل والتحكم وإعادة النظر، وفرصة لإطلاق الروح المحاصرة فتزدهر وتتواصل، ونحن نقرأ آية تحليل "الرفث" ليل رمضان، فهل خطر ببالنا أن رمضان هو شهر تواصل من نوع أو أنواع أخرى مع الزوجات؟!

ونحن نتعلم ونشاهد ويصلنا "البث" عن أوضاع المعاشرة، ومقترحات كسر الملل في العلاقة الجسدية إضافة إلى برامج "النيولوك"، وغير ذلك من مسارات الجسد والصورة التي نحن عليها من الخارج. هل خطر ببال أحد أن يضع برامج للتواصل الروحي والمعنوي؟!

وهل خطر ببال أحد أن في رمضان "رفثا" بالليل ممكنا، وعناق أرواح بالنهار متاحا؟!!
هل بالصلاة وتلاوة القرآن.. معا؟!
هل بإطفاء الأجهزة وهجر الأشياء والاستسلام للبساطة والقليل من الطعام والرفاهية.. معا؟!!

بتجاوز الجسد المرهق المكدود، والانطلاق إلى مراعي الروح، وآفاق ما بعد المادة شوقاً إلى الله سبحانه.. واحة وسط الهجير، واستعادة لما ضاع أو اندرست طرقه حين غطتها رمال الصحراء، فلا اتجاه ولا آثار أقدام!!

أكتب لكم هذا، وأنا أشعر أننا صرنا مجرد معتقلين في أجسادنا وشهواتنا وأشيائنا، أرواحنا ليست حرة، وكم نتكلم ونسمع عن حرية الفكر والعقل، ولا يحدثنا أحد عن حرية الروح!!

فهل بقيت في الجعبة آمال أو مشاريع محاولات؟!
هل منا من يمكنه الشغب ليحرر روحه، أم أن كل من فوق أرضنا سبايا وعبيد؟!
لا أمل للرومانسية، ولا مكان للروح إلا في مساحة محررة يحميها الدين بوصفه قوة، لها تأثيرها وسطوتها في النفوس والمجتمعات التي ما زالت تحترمه. هل تتصورون أننا -نحن قد نكون ضمن الأمل الأخير للرومانسية والروح في الدنيا؟

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed