طباعة

العرب والقــراءة

Posted in الثقافة

وهذا يعني أن الكتاب، أي كتاب ينبغي أن يُطبَع اليوم ونحن في عام 2010 وعدد سكان سورية ينوف على تسعة عشر مليوناً، ستة أضعاف ما كان يُطبَع قبل أكثر من خمسين سنة، أي زهاء إثني عشر ألفاً. هذا بصرف النظر عن النمو التعليمي والثقافي كماً وكيفاً، وبصرف النظر عن الخريجين في الشهادات الثانوية والجامعية، وفي المعاهد المتوسطة... وسوى ذلك.

كتاب «كولن ويلسون» الأول لقد نفدت الكمية التي طبعت من كتابي الأول خلال شهور، لكنها لم تعد عليَّ بأي فائدة مادية –خارج العرفان بالفضل للأستاذ «عكاش» ـ والشهرة الأدبية والعائد المعنوي.في الوقت ذاته قرَّر «كولن ويلسون»، أن يضع كتابه الأول بعد أن غادر صفوف البحرية البريطانية، فكان عليه أن يتردَّد يومياً على مكتبة المتحف البريطاني في لندن. ولمَّا كان لا يملك من النقود ما يكفي لمثل هذه المشاوير بين غرفته الفقيرة في طرف العاصمة البريطانية وبين المتحف، فإنه استأذن في نصب خيمة صغيرة في حديقة المتحف، فصار ينام ويأكل فيها من المعلبات، إلى أن أنجز كتابه الأول الذي حمل له الشهرة وتُرجِمَ عام 1957 بعنوان:«اللا منتمي the outsider  ». وعندما عثر على الدار التي نشرت له الكتاب فإنه حصل على عائد كَفِلَ له شراء منزل في لندن، ونفقة خمس سنوات ينصرف خلالها إلى القراءة والكتابة أو أي شيء آخر. ولقد حدَّثنا هو نفسه هذا الحديث حين زار دمشق والتقينا به في المركز الثقافي العربي الوحيد يومذاك في «أبو رمانة» في السبعينيات
الأولى.
في فرنسا:الكتاب رفيق دائم في مقالة لها نُشِرَت في مجلة «صوت فلسطين» تتحدث الكاتبة السيدة «فابيولا بدوي» عن ولع الفرنسيين في القراءة فتقول:إن أول ما لفت نظري داخل المترو، وهو وسيلة  المواصلات الأولى في باريس، هو حجم الفرنسيين الذين يحملون كتباً يقرؤونها حتى محطة هبوط كلٍّ منهم. وتستطرد: تساءلت وقتها كثيراً: لماذا يقرأ الفرنسيون بهذا الشكل؟
وجاءتني الإجابة:لأن القراءة ببساطة جزء لا يتجزأ من حياة المواطن الفرنسي، وأن الكتاب رفيق دائم وليس وسيلة ترفيه أو لقتل الوقت في أثناء الفراغ.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed