طباعة

الزمن قراءة تحليلية موجزة

Posted in الثقافة

clockكلما تقدمت العلوم والمعارف وتطورت مفاهيمها ومعطياتها، إحتاج الإنسان لمزيد من البحوث والدراسات بحسب الاختصاصات. ومن بين المواضيع التي تشغل العقل وتدفعه للتفكير فيها هو "الزمن". فالزمن وفق المفهوم المثالي، أحدثه الخالق في خلقه للوجود؛ بينما المفهوم المادي، يعتبره إنعكاساً ذاتياً لحركة تطور المادة الأزلية. وعلى هذا المنوال تصدح الآراء والأقكار بين الفلاسفة والعلماء. حيث تتقارب وتتباعد نظرياتهم الزمانية .


الجانب الفلسفي

رغم أن أفلاطون (427-347 ق.م) نسّقَ جُلَ أفكار شيخه سقراط (469-399 ق.م) فتداخلات الآراء، لكنه إستطاع أن يضع لنفسه نهجاً مميزاً. ومما قاله عن الزمان: قد أحدثه الصانع مع صنعه إلى الموجودات المحسوسة، حيث لا جدوى في آنيات الزمان في القبل والبعد دونما أن يخلق الزمان. وهكذا يكون زمان الموجودات ذا بداية واحدة في الوجود. غير أن الزمان هو أيضاً الصورة المتحركة للأبدية. بمعنى أن الله الذي أحدث التركيب الصوري في تنظيم الوجود (أو العالم) للمادة الخام المتخلخلة فقد أحدث معها الزمان. وحسب رأي أفلاطون: أن الله قد أحتذى المثُل عندما خلق الوجود، والمثل أزلي. وهكذا يكون الصانع قد وهب الوجود صورة من أزليته. وبما أن وجود الأشياء المحسوسة تكون متحركة، فإن الله قد خلق الزمان لكي يكون الصورة المتحركة للأبدية، وجعل من مقاييس الزمان تكون حركة الكواكب. وأن "الحركة الدائرية" هي أفضل ما يكون1.
وهذا يعني أن أفلاطون يعتبر الزمان هو الحركة في حد ذاتها.
أما تلميذه أرسطو (384-322 ق.م) فيستمر على نمط إستاذه، حيث يجعل الزمان مرتبطاً بالحركة، غير أنه يعتبر الزمان مقداراً للحركة وقياسها. فالزمان يتكون من ثلاثة عناصر: الماضي والحاضر والمستقبل. وهو يكون في أحداها. وبما أن الماضي قد أنقضى والحاضر يتقضى حيث ليس ثابتاً على درجة مستقرة، وأن المستقبل لا يكون بعد في وجوده؛ لذا فالزمان لا سبيل إلى معرفته إلا بالحس الظاهر وما يستلزم من الحركة.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed