الثلاثاء, 19 شباط/فبراير 2013 22:35

المسئولية الاجتماعية للشركات والمؤسسات

كتبه  مصطفى كريم
قييم هذا الموضوع
(1 تصويت)

لم تعد مهمة الشركات والمؤسسات في العصر الحديث منصبة فقط على تحقيق الربح للمساهمين والمشاركين في تلك الشركات والهيئات والمؤسسات، بل تعدت ذلك إلى أهمية مساهمة تلك المؤسسات في تطوير وتنمية المجتمع الذي توجد فيه، حتى أن بعض الدول بدأت تشترط على المؤسسات أو الشركات حتى تفتح لها فروعًا على أراضيها أن تساهم في تنمية المجتمع وتقديم خدمات للمواطنين بها من باب المسئولية المجتمعية الملقاة على عاتق تلك الشركات والمؤسسات.

عرف بيتر دراكر المسئولية الاجتماعية بأنها (التزام المنشأة تجاه المجتمع الذي تعمل فيه) [المسئولية الاجتماعية لمنظمات الأعمال وشفافية نظم المعلومات، د.طاهر محسن منصور الغالبي ود. صالح مهدي محسن العامري، ص(2)]، ولذا؛ يقول الأستاذ محمد المحفوظ: (علينا أن نعلم أن الوطن ليس مشـروعًا استثماريًّا قابلًا للكسب والخسارة، وإنما هو عطاء غير محدود، يبدأ بالتضحية بالأرواح، وينتهي بولادة جيل عميق الولاء، وعظيم التحمل للمسئولية أيضًا) [(هيئة عليا بمواصفات وطنية)، د.هاشم عبده هاشم نقلًا عن جريدة الرياض].

وهنا يحكي السيد مايلز شو من شركة أكسون موبيل: (أن المسئولية الاجتماعية للشـركة تقع في المقام الأول على ما تقدمه لخدمة موظفيها والعاملين فيها بتوفير الأجواء الصحية وسلامتهم وتهيئة البيئة الوظيفية المناسبة لهم، وبعد أن توفر الشركة كل ما يتلاءم لهم من حقوق تتجه الشـركات إلى تنفيذ برامجها في المسؤولية الاجتماعية خارج الشركة للمجتمع المحيط بها) [(هيئة عليا بمواصفات وطنية)، د.هاشم عبده هاشم نقلًا عن جريدة الرياض].

ولذلك يبيِّن الأستاذ عبد الله سليمان المقيرن، في إجابة على سؤال أحد الحضور حول الأسس الواجب توافرها؛ لكي تنجح المنشآت في أدائها للمسئولية الاجتماعية، بأنه:

(من المهم ألا تتخذ المنشآت قيامها بالمسئولية الاجتماعية كوسيلة للدعاية أو المظهر الاجتماعي، كما أنه إذا كانت المنشأة في بداية أدائها للمسئولية الاجتماعية، فمن الأفضل أن تبدأ ببرامج تدريجية يمكنها أداءها بنفسها مثل: تدريب الموظفين والرعاية الاجتماعية لهم أو التفاعل مع أنشطة الحفاظ على البيئة.

وقد أشار المقيرن إلى أهمية أن يكون توجه المنشأة لأداء المسئولية الاجتماعية نابعًا من قيم أخلاقية راسخة تبنى عليها الاستراتيجيات والخطط والأهداف). [(المواطنة الحقيقية للشركات هي المشاركة في التنمية وتحديد أولويات الاستثمار في المجتمع) سالم كنعان السالم.موقع جريدة الرياض].

كما يعد الاهتمام بالمسئولية الاجتماعية من الأمور التي تساهم في تحفيز الموظفين، حيث يعد الاهتمام بالمسئولية الاجتماعية من الأمور التي تسهم بشكل مباشر في رفع مستوى الرضا الوظيفي في منشآت الأعمال؛ حيث تضفي هذه الإسهامات المقدمة شعورًا بالرضا الذاتي على الموظفين، نابعًا من إحساسهم بإسهامهم في تقديم القيمة للمجتمع الذي يعيشون فيه.

وفيما يلي نعرض أهم عناصر المسئولية الاجتماعية، التي على الشركة الاهتمام بها لتحقيق المسئولية الاجتماعية:

أ‌.       تعليم المجتمع:

تشترك النهضات الكبرى في أمر أساسي وهو قيامها داخل مثلث متساوي الأضلاع: تنمية الرأسمال البشري بالتعليم والتدريب وديناميكية اقتصادية اجتماعية، على نحو ما حدث في ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الأخيرة، أو في الولايات المتحدة زمن الرئيس فرانكلين روزفلت.

لكن نهايات القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين، قدمت وتقدم ألف دليل ودليل على أن التعليم أصبح بصورة غير مسبوقة الأساس أيضًا في العملية الإنتاجية، بل وفي المنافسة الخارجية في الأسواق والمجتمعات، فالنمو الاقتصادي بكل فروعه يعتمد الآن على نوعية المعلومة، وهذه بالطبع تعتمد على نوعية التعليم ومعه التدريب.

وفيما يلي بعض الإجراءات المقترحة للشركات من أجل خدمة المجتمع تعليميًّا:

  1. 1.بناء المدارس خصوصًا في المناطق الفقيرة لمساعدة أبناء هذه المناطق على تلقي التعليم المناسب.
  2. 2.تزويد الطلبة المحتاجين بالمستلزمات التعليمية التي يحتاجون إليها.
  3. 3.إقامة دورات تدريبية وبرامج تعليمية لطلبة المدارس والجامعات.
  4. 4.رعاية رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات.
  5. 5.طبع كتب ومنشورات؛ لأجل تثقيف المجتمع بأهم القضايا المعاصرة.

ب‌.  الحفاظ على البيئة:

(بدأ الاهتمام العالمي بالبيئة مع انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة في استكهولم 1972م، ومنذ ذلك الحين وصلت قضايا الحفاظ على البيئة إلى مكان الصدارة في دائرة الاهتمام الدولي، وأصبحت من أهم مقاييس تقييم حضارة الأمم ومستوى تقدمها، وفرضت قضايا الاهتمام بالبيئة نفسها وبقوة في العلاقات الدولية والتجارية، وأصبحت دراسة الأثر البيئي للمشروعات المزمع إقامتها أحد العناصر الأساسية لدراسة الجدوى في المشروعات) [مستفاد من توصيات مؤتمر ستوكهولم للبيئة، موقع برنامج الأمم المتحدة للبيئة].

(والتنمية المستدامة تستند إلى ثلاث دعائم: التنمية الاجتماعية، والنمو الاقتصادي، وحماية البيئة، والتي توفر الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها برامج التنمية، وهكذا ارتبطت قضايا التنمية ارتباطًا وثيقًا بالمحافظة على البيئة بكافة عناصرها ووقف استنزاف مواردها) [تقرير حالة البيئة في مصر عام 2005م، ص(12)، موقع وزارة الدولة للشئون البيئية].

وفيما يلي بعض المقترحات لبعض الممارسات التي على الشركة عملها للحفاظ على البيئة:

  1. 1.عمل برامج لترشيد استهلاك الطاقة والماء والموارد الطبيعية.
  2. 2.عمل برامج للحد من تلوث الهواء والماء والتربة.
  3. 3.التشجير وزيادة المساحات الخضراء.
  4. 4.إنتاج منتجات صديقة للبيئة.
  5. 5.تطوير عمليات صناعية أكثر كفاءة في استغلال الطاقة.
  6. 6.حماية الثروات الطبيعية وتقليل أثر الصناعات على البيئة.
  7. 7.تحويل النفايات إلى مواد قيمة.

ت‌.  توطين الوظائف:

تعد قضية سعودة الوظائف إحدى أهم القضايا التي أصبحت تشكل هاجسًا كبيرًا لكثير من المواطنين ولاسيما الشباب. وأيضًا تعد من أولى اهتمامات الجهات المسئولة في المملكة العربية السعودية.

وتكمن أهمية توطين الوظائف في أن الفشل أو الإخفاق أو التباطؤ في إيجاد حلول مناسبة لها في الوقت المناسب؛ قد تؤدى إلى نتائج لا يحمد عقباها مثل: تفشي ظاهرة البطالة، وتأثيراتها الاقتصادية والنفسية والاجتماعية على أفراد المجتمع.

ومن أهم مقومات نجاح السعودة في القطاع الخاص ما يلي [مستفاد من رسالة ماجستير معوقات سعودة الوظائف في القطاع الخاص (2-2) محمد عبدالله المعيقل ماجستير إدارة أعمال، بتصرف واختصار]:

  • قناعة الإدارة العليا بالمنشأة بأهمية السعودة وإمكانية تحقيقها.
  • وضع خطة استراتيجية للسعودة بالمنشأة يتم ترجمتها إلى خطط سنوية ذات أهداف محددة يمكن قياسها وتقييمها.
  • تطبيق آليات واضحة وواقعية؛ تؤدي إلى سعودة الوظائف بالمنشأة.
  • تطبيق أساليب وسياسات فاعلة في مراحل استقطاب وتوظيف السعوديين.
  • تنفيذ برنامج تهيئة وتعريف للموظفين الجدد.
  • الاهتمام بالتدريب المناسب واعتباره استثمارًا للمنشأة وللموظفين.
  • التدريب الصيفي وسيلة جيدة لانتقاء وتوظيف المتميزين من الشباب السعودي.
  • دراسة أسباب التسرب الوظيفي للسعوديين داخل المنشأة ومعالجتها.

 

المصدر : www.islammemo.cc

إقرأ 16936 مرات
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed