طباعة

الثانوية العامة مرحلة دراسية أم أزمة نمو ؟

Posted in آباء وأبناء

وفى البداية لن يتحمل الوالدين هذا الأسلوب الذى لم يتعوداه مع ابنهما ( أو ابنتهما ) , ولكن طمأنة الطبيب وتوضيح الأمور لهما يساعدهما على التعاون حتى يضبط إيقاع العلاقة بينهما من ناحية وبين الطالب ( أو الطالبة ) من ناحية أخرى . وربما يستغرق هذا عدة جلسات وربما يثور أحد الوالدين فى بعض الأحيان معترضاً على هذا الأسلوب المتساهل أو المتسيب فى نظره محاولاً الانقضاض على الابن ( أو الابنة ) مرة أخرى واستعادة السيطرة والقهر والتحكم , ولكن المعالج سوف يوقف هذه المحاولات بصبر وروية وتفهم ويعطيهما نموذجاً للتعامل الناضج , تعامل الراشد مع الراشد وليس تعامل الوالد مع الطفل , وبهذا لا ينضج الطالب المتعثر فحسب وإنما ينضج الوالدان أيضاً وتخف حدة الصراع . وربما يحتاج هذا التغير بعض الوقت وربما لا يستطيع الطالب تحقيق إنجاز دراسى سريع خاصة وأنه يكون فى حالة عدم توازن لفترة معينة حيث تعود على تحكم وسيطرة الوالدين لسنوات طويلة وتعود على الطاعة العمياء أو العدوان السلبى , والآن وقد عادت إليه حريته الطبيعية ( التى لم يتعود عليهما ) فإنه يكون متحيراً ..

ماذا أفعل وقد أصبحت حراً ...؟ .. كيف أواجه مصيري وقد أصبحت رجلاً بالفعل ؟

وهنا يبرز دور المعالج فى مساعدته بشكل غير اعتمادي على تجاوز هذه المرحلة ومواجهة مسئولياته كراشد .

وهناك بعض الأعمال الفنية التى عالجت هذه الأزمة ( بصرف النظر عن موافقتنا لها أو اعتراضنا عليها ) وهى مسرحية " مدرسة المشاغبين " ومسرحية " العيال كبرت " .. وفى كلتا المسرحيتين يتم التعامل بشكل أبوي مهزوز وغير ناضج مع الأبناء الذين يتعطل نضجهم فينشأ ما يشبه لعبة القط والفأر فيتشوه كيان الأب ( أو الأم ) ويتشوه كيان الأبناء

( أو البنات ) . وحين تدخل مسرح الأحداث شخصية ناضجة يبدأ التحول التدريجي نحو النضج  ولكن بعد فترة حيرة واضطراب إذ ليس كافياً أن يزول تسلط رموز السلطة على الأبناء بل يلزم أن يصاحب ذلك نضج مواز للأبناء حتى يسيروا حياتهم بشكل راشد بعد زوال القهر الأبوي غير المنطقي , وهنا تبدأ مسيرة النمو مرة أخرى بعد فترة تعثر وتخبط .

 

المصدر : www.hayatnafs.com

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed