طباعة هذه الصفحة
الإثنين, 16 نيسان/أبريل 2012 12:16

الشعوب بين اليأس وثورة الغضب

كتبه  خالد بازيد
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

protestان يتخلى الانسان عن حياته ويقدمها فداء للوطن او للعرض هذه هى الشجاعة والبطولة ولكن ان يتخلى عنها بسهولة بسبب يأسه من الحياة والضيق الذى دمر كل احلامه فهذا هو الاكتئاب الشديد.
فمؤخرا سمعنا وشاهدنا ان هناك العديد من الافراد الذين اقدموا على الانتحار فى الوطن العربى فى عدة دول بسبب يأسهم من الحياة او احتجاجهم على ممارسات حكوماتهم الغير عادلة او عدم الاستجابة لمطالبهم مثلا.


فى الاسلام بالطبع ان الانتحار حرام شرعا ولكن هؤلاء الذين اقدموا على الانتحار من شدة يأسهم لم يفكروا فى تلك النقطة قبل الانتحار ولكن دفعهم الاكتئاب والسأم لهذا السلوك دون تفكير.
وبالفعل بعض الحكومات استجابت والبعض اخذ يفكر ويتأمل فى سلوك المنتحرين ويستنبط الاسباب لذلك.

ولكن هل هذا هو الحل الصحيح ؟

عندما تفشل فى طلب وظيفة مناسبة لك او عندما لا تستطيع تسديد دين عليك او تيأس من كثرة مطالبتك بأحقيتك فى الحصول على دعم الدولة فى علاجك مثلا ......هل ستصل الى نتيجة عندما تقدم على الانتحار ؟
بالطبع لا.........



ستفقد حياتك وسيفتقدك كل من حولك من أهلك وأقاربك وأصدقائك وسوف يصبح أولادك أيتام من بعدك وسيكونون فى اشد الحاجة لمن يعينهم على مشاكل الحياة ويدعمهم فى حياتهم ويقوم بتربيتهم وتنشأتهم ......وبمعنى اعم سيصيب الجميع من أهلك بالضرر من بعد انتحارك
وهل تثق فى ان هذا التصرف سوف يحقق النتائج التى كنت تبغيها؟
بالطبع ليس أكيدا ............
انما هناك احتمال ضعيف فى ان تستجيب السلطات لمطالبك من بعد اقدامك انت وغيرك على هذا ......
الحل الصحيح هو مواجهة الواقع والمثابرة على طلب حقك

فما ضاع حق وراءه مطالب .....
فيجب عليك ان تواصل المطالبة بحقك بشتى الطرق والا تيأس ابدا من هذا
فدائما هناك حل  فيجب ان تبحث عنه بكل طاقتك وكل تفكيرك حتى توافيك المنية.
اما على الجانب الاخر نرى ان البعض من شدة يأسه يتجه الى الثورة والغضب والتدمير فى كل ما فى البلاد
ان الثورة والاحتجاج والتعبير عن الرأى لا غبار عليهم ولكن المشكلة تكمن ان هناك مخربين وعشوائيين يقومون بتدمير الممتلكات العامة والخاصة وبالتالى يضرون بالبلاد والجهات الخاصة وبعض الخسائر تقدر فى بعض البلاد بالمليارات بالاضافة الى هبوط الاسهم فى البورصة.

وربما فى بعض المظاهرات التى تقوم يسقط القتلى والجرحى من العشوائية والهمجية ومن رد الحكومات عليهم بالعنف فى بعض الاحيان فيجب على المتظاهرين والمحتجين ان يقوموا بالمظاهرات السلمية والمطالبة بالحقوق المسلوبة ولكن دون تخريب للمتلكات فربما يصيب التخريب احد البسطاء الذين يرتزقون على محل او كشك تجارى صغير ولا يكون له ذنب فى هذا ويتضرر هو واسرته فيما بعد من جراء كل هذا.



ونرى ان الحكومات فى بعض البلاد استجابت لثورة شعوبها واعتراضهم على ممارسات الحكومات السلبية وظلم الشعوب الذى يحدث .....
فالثورة تأتى بثمارها فى بعض الاحيان ولكن الافضل ان تكون سلمية وهادفة اكثر من العشوائية والهمجية.

 

 

المصدر: حياتنا النفسية www.hayatnafs.com

إقرأ 7898 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012 08:32