طباعة هذه الصفحة
الأربعاء, 01 آب/أغسطس 2012 07:18

تفسير الأحلام بين العلم والخرافة

كتبه  د.محمد المهدى
قييم هذا الموضوع
(0 أصوات)

bed تزييف الوعي واللاوعي :

جلست كثيرا لأتابع برامج تفسير الأحلام على القنوات المختلفة وكنت في البداية لا آخذها على محمل الجد بل أعتبرها نوع من التسلية العقلية والترويح الجماهيري , ولكن مع الوقت بدأت أنتبه أن الجمهور يأخذها " بجد فعلا " بل ويحددون على أساسها كثيرا من قرارات حياتهم المصيرية في الزواج والطلاق والسفر والعمل وغيرها ,

 

وهالني ما أشاهده وأسمعه من حكايات وتفسيرات وجدت أنه يدخل في باب تزييف الوعي أو تشويه الوعي أو تسطيح الوعي أو تخدير الوعي أو كل هذا مجتمعا من خلال تفسير محتويات الحلم والتي تنتمي غالبا لمنطقة اللاوعي (النفسي والكوني) , وأن ما يحدث ينتمي بمجمله إلى ما نسميه في علم النفس بالتفكير الخرافي الذي لا يستند إلى منهج أو مرجعية , وأن مفسري ومزيفي ومشوهي الأحلام في معرض بحثهم عن مرجعية يحاولون إلباس ما يقولونه لباسا دينيا حتى يكتسبوا مصداقية لدى الجمهور الساذج المنبهر المخدوع المستلب . وتتأكد هذه الملاحظات يوما بعد يوم مع أصوات المشاهدات الساذجات وهن يلهثن بالدعاء للشيخ (اللاشيخ) ..... لأنه بتفسيره لحلمها جعلها تتزوج فلانا أو تطلق من علان , أو تقبل كذا وترفض كذا , ويستقبل المفسرهذا الثناء والدعاء والإطراء بكلمة شكر مقتضبة وبحس بارد , وكأنه يقول لها  "هذا أمر مفروغ منه" . وحكاية "الشيخ" هذه تحدث لبسا كثيرا , فالجمهور يستقبله على أنه يمثل رأي الدين خاصة وأنه يشيع أنه أحد علماء الأزهر , وهذا غير صحيح فقد انتقده وهاجمه كثيرون من العلماء الراسخين , وبينوا شطحاته وادعاءاته , وأعلنوا براءة الأزهر مما يقوله خاصة وأن الأزهر ليس به قسم يسمى " قسم تفسير الأحلام ". وهذا الكلام الذي نقوله قد ينطبق بعضه على شخص بعينه وينطبق البعض الآخر على شخص ثان أو ثالث , وهذه حقيقة , فكثيرون هم من يمارسون تزييف وتحريف الوعي من خلال ما يسمونه تفسير الأحلام , وبعضهم حين أدرك خطورة ما يفعله تاب وتراجع , وبعضهم مازال مستمرا تحت تأثير بريق الشهرة والمال . وقد تقابلت مع أكثر من واحد منهم بعضهم لم يكمل تعليمه والبعض الآخر كان نجارا أو سبّاكا أو سائق ميكروباص أو بائعا متجولا (مع احترامي الشديد لأصحاب هذه المهن الحقيقيين الشرفاء) , فتمرد على مهنته ولبس ثوب المشيخة زورا وبهتانا وقرأ بعض الكتب الصفراء أو الحمراء أو السوداء , واستثمر قدراته الشخصية على إبهار العامّة والسذج بمعسول الكلام , وهو يحقق القاعدة الشعبية الفاسدة "كذب مساوي ولا صدق مشوبر" , فهو في الحقيقة يتقن كذبه ويعرضه بشكل جذّاب , فإن شئت قلت هو "مسيلمة الجذّاب" في هذا العصر .


الشيخ (اللاشيخ) على الهواء مباشرة :

والآن وأدعوك عزيزي القارئ كي تشاركني تفسير الشيخ .... لحلمين من مشاهدة ومشاهد :

الحلم الأول : ياشيخ (الذي هو ليس شيخا ولم يتم دراسته كما علمت بعد ذلك) لقد رأيتني في المنام آكل محشي فما تفسيرك لهذا الحلم ؟ جزاك الله خيرا , وأشكرك على ما فسرت لي من أحلام قبل ذلك ساعدتني على اتخاذ قرارات كثيرة في حياتي . وكانت لهجة المشاهدة تنم عن انبهار بالشيخ قد يصل إلى درجة التقديس .

ورد الشيخ دون أن يأخذ وقتا للتفكير : المحشي في الحلم شئ سئ والعياذ بالله ... وهنا استدرك الشيخ أنه أضفى جوا كئيبا على الحلقة التى يتقاضى عليها مبلغا فلكيا (بالنسبة له) من إدارة القناة وتذكر أن وظيفته هى إسعاد الناس وليس غمهم , فاستدرك في لمح البصر قائلا : ولكن مع هذا نحن نفرق بين نوعين من المحشي , فإذا كان محشي كرنب فهو أمر سيئ لأن الكلمة فيها  حرفين من كلمة كره , أما إذا كان محشي كوسه فهو أمر حسن لأن كوسه فيها ثلاث حروف من كلمة "كويس" , وهنا ردت المشاهدة المستلبة في بلاهة : الحمد لله يا شيخ لقد كان محشي كوسه , أطال الله في عمرك وبشرك دائما بالخير .

الحلم الثاني :  يا شيخ ... لقد رأيت في منامي أنني أجامع أمي وقمت مفزوعا من هذا الحلم .. فما تفسيرك أكرمك الله وبارك لنا فيك ؟

ورد الشيخ (الذي هو ليس شيخا ) ... قائلا : الجماع من الجمع , والأم من أم القرى , وهذا معناه أنك ستكون وسط جمع في أم القرى , ..... أبشر أخي الكريم فقد كتب الله لك الحج وستحج . وهنا هلل المشاهد وكبر وكاد عقله أن يطير من هذه البشرى التي ساقها الشيخ إليه , وأيضا رد الشيخ بنظرة باردة على عبارات الشكر والثناء , وكادت الفتاة غير الحسناء ذات الشعر الغجري التي تظهر معه على الشاشة استكمالا للديكور , كادت أن تأخذه بالحضن من شدة انبهارها بسرعة بديهته وحسن تصرفه في مواجهة هذا الحلم الصعب والغريب . وربما هي ليست مصادفة أن تظهر فتاة غير حسناء وذات شعر غجري أيضا مع قارئ نجوم وأفلاك وأبراج يظهر في أحد القنوات حيث تقف تلك الفتاة تتلقى المكالمات في دلال مصطنع بينما ينشغل العالم (الذي هو ليس عالما) بالبحث في "اللاب توب" الذي أمامه عن حسابات النجوم والأبراج لكي ينطق بعد ذلك بالكلمة الفصل التي تحدد للسائل ماذا يجب عليه أن يفعل .

هذان نموذجان يتكرران كثيرا على الفضائيات والتي حوت في وقت من الأوقات 14 شخصا يفسرون الأحلام باسم الدين ويعزون ذلك إلى كتاب ابن سيرين كمرجعية شرعية لهم , فهل ما يفعلونه صحيحا من الناحية الدينية أو من الناحية النفسية ؟

تفسير الأحلام بين العلم (التجريبي) والدين :

هل تفسير الأحلام من اختصاص علماء النفس أوالطب النفسي .. أم من اختصاص علماء الدين ؟

وهل كل طبيب نفسي أو معالج نفسي أو عالم دين قادر على تفسير الأحلام ؟

وهل تفسير الأحلام علم يقيني تبنى عليه القرارات والأحكام ؟ .. أم أنه اجتهاد وظن ؟

وهل هناك مرجعية لهذا الأمر كما يعلنون ؟ وماهي هذه المرجعية ؟


تنقسم دراسة الأحلام إلى قسمين:

دراسة الأحلام كظاهرة فسيولوجية ونفسية تتكرر كل ليلة بشكل منتظم ولها وظائفها الفسيولوجية والنفسية للحفاظ على التوازن الانفعالى والذاكرة والتعلم .. إلخ ، وقد اهتم بهذه الناحية علماء الفسيولوجيا وعلماء النفس ولم يشغلوا أنفسهم كثيرا بمحتوى الأحلام ولابتفسيرها إلا فى نطاق ضيق ، لأن الأحلام فى نظرهم تؤدى وظيفتها حتى وإن لم تفسر وحتى إن لم يتذكرها الشخص على الإطلاق , شأنها شأن الوظائف الفسيولوجية الأخرى مثل التنفس ونبض القلب وحركة الأمعاء , تلك الوظائف التي تعمل بشكل تلقائي ونستفيد منها حتى ولو لم نعلم كأشخاص عاديين كيف تعمل .

دراسة محتوى الحلم وتفسيره وفك رموزه ، وهذه الناحية قد اهتم بها الإنسان منذ فجر التاريخ ومارسها الكهنة والفلاسفة وعلماء الدين وبعض علماء النفس. وفى رأيهم أنه مادامت هناك مشاهد وأحداث ذات معنى فى الأحلام إذن فلابد أن لها فائدة فهى إما نافذة على العالم النفسى الداخلى للإنسان أو نافذة على عالم الغيب الذى لايدركه الإنسان فى يقظته , ومعروف أن الإنسان شغوف بمحاولة الإطلاع على الغيب بنوعيه النفسي والكوني.

وهنا سنناقش النقطة الثانية وهى دراسة تفسير الأحلام، فنسأل أنفسنا : كيف نفسر الأحلام وهي في كثير من الأحيان مليئة بالرموز سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة ؟

والإجابة : بفك رموزها.

فيعود التساؤل مرة أخرى : وهل هناك طريقة معروفة لفك هذه الرموز يستطيع الإنسان أن يطمئن لصحتها ؟

فى الحقيقة هذه مشكلة .. فحتى الآن لايوجد اتفاق على مفاتيح لفك رموز الأحلام وبمعنى آخر ليس هناك مفتاح لفك رموز الأحلام أجريت له تقنينات وثبتت صحته وفعاليته وصدقه وثباته , وكل ماقيل فى هذا الموضوع هو اجتهادات شخصية متضاربة .

وربما يسأل سائل: ما السبب ؟

السبب هو أن لكل شعب ولكل جماعة بل لكل فرد رموزه الخاصة فى الحلم فالكلب مثلا يعتبر عند بعض الشعوب رمز للوفاء وعند بعض الشعوب الأخرى رمز للعدوان ، والثعبان عند بعض الشعوب يعتبر رمز للآلهة المقدسة وعند البعض الآخر رمز للتسلل الخبيث وعند بعض المفسرين من علماء النفس التحليليين رمز لعضو الرجل التناسلى.

ولذلك فمن الصعب وضع مفتاح موحد تفسر عليه كل الأحلام ... وهذا لايمنع من وجود بعض الرموز المشتركة بين البشر ولكنها ليست هى الغالبة .

وعندما حاول فرويد أن يضع مفتاحا عاما لتفسير الأحلام ، اتضح بعد ذلك أنه وضع مفتاحا شديد الخصوصية وشديد التعميم والتبسيط في ذات الوقت حيث بنى هذا المفتاح على أساس نظريته الجنسية التى لم تثبت طويلا في كثير من جوانبها أمام التمحيص العلمي وعارضها أقرب تلاميذه (أدلر ويونج) .  وموجز رأي فرويد أن الأشياء المستطيلة في الحلم ترمز إلى العضو الذكري بينما الأشياء الدائرية أو المجوفة ترمز للعضو الأنثوي , وهذا في المنطق العلمي تبسيط مخل فضلا عن أنه ليس عليه دليل يؤكده. وإن كان فرويد فشل في موضوع الرمزية في الأحلام إلا أنه نجح في الحديث عن كيفية عمل الحلم والآليات التي تحدث في الحلم من ترميز وإزاحة وتكثيف وإسقاط ثم مونتاج , كل ذلك لكي يتحول الحلم من رغبات هائمة ومرفوضة إلى أفكار ثم إلى صور متقطعة ثم إلى رواية .


ويميل علماء الفسيولوجيا إلى عزو الأحلام إلى تغيرات كيميائية وإلى تأثيرات عضوية خارجية أو داخلية يترجمها المخ إلى أحداث فتدخل في محتوى الحلم .

هذا عن الأحلام ككل ، أما النوع الخاص الذى يطلق عليه فى المفهوم الديني "الرؤيا" فإن لها شأنا آخر (في رأي المفسرين) حيث وضعت شروط لمفسر هذه الرؤيا , وحاول بعض الناس فصلها عن بقية أنواع الأحلام على الرغم من صعوبة التفرقة بين أنواع الأحلام والرؤى بشكل يقيني .

وقد سئل ابن عبد البر: أيعبر الرؤيا كل أحد ؟ فقال : أبالنبوة يلعب ؟! . ثم قال:الرؤيا جزء من النبوة ، فل ايلعب بالنبوة . والجواب: أنه لم يرد أنها نبوة باقية ، إنما أراد أنها لما أشبهت النبوة من جهة الإطلاع على بعض الغيب لاينبغى أن يتكلم فيها بغيرعلم .

والكلام فى هذا المقام مقصود به رؤيا المؤمن التى ورد فيها حديث رسول الله بأنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة.. ولذلك فلابد لمن يفسرها أن يكون عالما فقيها وصالحا حتى يفهم رموز اللغة الربانية التى تتكون منها الرؤيا . وهذا الأمر ينبغي أن يؤخذ بحذر في الواقع اليومي حيث يعتبر كل شخص رأى شيئا في منامه أنه رؤيا ويعتبر نفسه في عداد المؤمنين ويتعامل مع الأمر على أنه رسالة ربانية قطعية المعنى وواجبة النفاذ .

ويرى الإمام ابن سيرين أنه لابد للمعبر للرؤيا أن يكون حاصلا على ثلاثة أنواع من العلوم هى:

حفظ الأصول : على المعبر أن يكون حافظا للأصول الشرعية ، عارفا بالقرآن الكريم والسنة المحمدية وتفسيرها ووجوهها واختلافها وقوتها وضعفها فى الخير والشر حتى يمكن أن يتمكن من الأخذ بالأرجح والأفضل عند تأويل السائل .

تأليف الأصول : كما أنه يتوجب على المعبر أن يكون قادرا على تأليف الأصول فى آخر الأمر بعضها مع البعض حتى يمكن أن يستخرج معنى صحيحا واضحا ، وبذلك يتمكن من إخراج الأضغاث والأمانى النفسية وتخاويف الشيطان وأحزانه من الرؤيا.. فإذا كانت الرؤيا كلها من هذا القبيل ، فعلى المعبر أن يتركها ، إذ هى ليست برؤيا فلا يجوز أن يقبلها ولايفسرها.

التفحص والدراسة : يجدر أن يقوم المعبر بالتفحص والتمعن والتثبت من الرؤيا قبل تأويل الرؤيا أو تفسيرها ، إذ عليه أن يعرف الرؤيا حق المعرفة ، ويستدل عليها من الأصول ومن كلام صاحبها.. كما أن عليه أن يقتدى فى تفسيره بالأنبياء والرسل والحكماء ، لأن هذا أقرب إلى الحق والصواب.. ومثال ذلك رؤيا فرعون.. سبع بقرات عجاف يأكلهن سبع سمان وتأويل يوسف عليه السلام للسمان بالسنوات الخضر والعجاف بالسنوات الجدب.

ويرى الإمام ابن سيرين أيضا أنه يتوجب على المعبر أن يتثبت مما يروى له وألا يتعسف برأيه ، وأن لايأنف من الاعتذار عن تأويلها لعدم معرفته أو لاستشكالها عليه . ولتعبير الرؤيا أصول متبعة عند المعبرين فإذا كانت الرؤيا مستقيمة فإنه يمكن تأويلها ، أما إذا كانت تحمل معنيين فعلى المعبر أن ينظر إلى المعنى الأقرب للفظ والمعنى.. ثم أنه على أساس ذلك يعبر الرؤيا، أما إذا وجد المعبر أصول الرؤيا صحيحة إلا أن بها حشو ولغو، فإن على المعبر أن يترك الحشو واللغو ويقصد إلى الصحيح ، أما إذا رأى المعبر أن الرؤيا كلها مختلطة بعضها البعض ولاتلتئم مع الأصول ، علم أنها من الأضغاث التى لاتأويل لها .


ومع كل ماذكر يبقى موضوع تفسير الأحلام عملا اجتهاديا ظنيا لأنه يتوقف على تقدير المفسر للرموز وعلى اهتماماته وثقافته , ولا توجد مرجعية ثابته ومؤكدة لتفسير الأحلام , وكتاب ابن سيرين نفسه , وهو عمدة كتب تفسير الأحلام في التراث العربي هناك شكوك حول نسبته كاملا لابن سيرين فبعض الباحثين يقولون بأن ابن سيرين كتب أجزاءا منه ثم أضيفت عليه أجزاء أخرى في مراحل تاريخية تالية , والبعض الآخر ربما ينكر نسبه لابن سيرين أصلا , ولذلك نجد في الطبعة التي صدرت عن المكتب الجامعي الحديث بالإسكندرية , وهي طبعة حديثة , مكتوب على الغلاف : تفسير الأحلام المنسوب للإمام محمد بن سيرين المتوفى 110 هـ رحمه الله تعالى . وحتى لو افترضنا أن الكتاب وضعه ابن سيرين فعلا فهو لا يخرج عن كونه تأملات وافتراضات واستنتاجات شخصية لابن سيرين ولا يدخل في نطاق العلوم المؤكدة الراسخة , وكون ابن سيرين كان عالما وفقيها في الدين لا يعطي كتابه في تفسير الأحلام قداسة دينية وإنما ينظر له على أنه جهد واجتهاد بشري يقبل الصحة والخطأ . كما أن الرموز التي بنى عليها ابن سيرين تفسيراته كانت تناسب البيئة التي عاش فيها والمجتمع الذي انتمى إليه , وقد تغيرت الرموز واستحدث الكثير منها ففي حياتنا الآن التليفون المحمول والقطار والسيارة والطائرة والكومبيوتر والساعة والمطبعة والتليفزيون , وكلها خارج نطاق رمزيات ابن سيرين . ومع كل هذه الإعتبارات فإن من يقرا كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين يلمح محاولة هائلة لفك ألغاز الأحلام في هذا الوقت المبكر ويلمح جهدا أصيلا بذل في هذا الأمر يستحق الإحترام رغم أي اختلاف مع محتواه فهو في النهاية جهد بشري متميز . وأما كلام ابن عبد البر فقد يفتح الباب أمام مدّعي التفسير بأنهم يتعاملون مع تراث نبوي ويعطيهم هذا كهنوتا خاصا في أحقيتهم في التفسير دون غيرهم , وهذا ما ذكره بعضهم بالفعل وبنى عليه قيامه بوظيفة تفسير الأحلام على أساس أنه عمل ديني قطعي وحصري .

وتفسيرات الأحلام التي يقوم بها بعض الأشخاص من منظور ديني لاتعطي أهمية لحياة الشخص صاحب الحلم , وإنما تفترض أشياءا متعلقة بالحلال والحرام والجنة والنار والألوهية والنبوات والملائكة والجن وعوالم الغيب , ولذا فالمفسر لا يهتم بسؤال الشخص عن ظروفه الشخصية وعن أحداث حياته الماضية أو الحاضرة .

وبالنسبة للمعالج النفسى فإنه يهتم بالأحلام أيا كان مصدرها ويعتبر أن تحليلها ودراستها نافذة على دخيلة نفس المريض واهتماماته وارتباطاته وتعلقاته , وهذا يساعده بدرجة كبيرة فى النواحى التشخيصية والعلاجية. وأنا أذكر أنه أثناء ممارستى للعلاج النفسى مع المرضى كنت أواجه بعض المرضى الذين يتسمون بالكتمان الشديد والحذر وهذا يشكل صعوبة فى التواصل مع المريض ومعرفة ما بداخله ، لذلك كنت أطلب منه أن يحكى لى آخر حلم رآه , أو أهم حلم رآه , ويكون هذا مدخلا إلى حياته الخاصة دون أن يدرى فالشخص يحكى الحلم ولايخاف أن يؤخذ عليه شيئ فهو حلم وليس حقيقة وهو فى نفس الوقت يسقط فى روايته للحلم أشياء كثيرة لايمكن أن يصرح بها فى حديثه العادى . وأيضا فى جلسات العلاج الجمعى حين كان الحديث يصل إلى نقطة مسدودة عند بعض المرضى أو معظمهم كنت أسأل أحدهم أن يروى آخر حلم رآه وأطلب من الآخرين التعليق على الحلم وتفسيره ومن خلال ذلك كان كل واحد يسقط مابداخله على تفسير الحلم .


وفى حالة قراءة الأحلام (وليس تفسيرها) على هذه الصورة فى عملية العلاج النفسى يجب أن تتوفر للمعالج العوامل التالية:

§        الدراسة الوافية لتاريخ حياة المريض.

§        الدراسة الوافية لظروف المريض العائلية.

§        دراسة الببيئة التى يعيش فيها المريض وعائلته.

§        الإلمام بالظروف الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المحيطة.

§        معرفة الرموز السائدة فى البيئة ودلالتها.

§   القدرة على الإستماع الجيد والفهم العميق وربط جزئيات الحلم بعضها ببعض ثم ربطها بظروف حياة المريض للخروج بصورة كلية ذات معنى.

§   القدرة على ربط ماهو غيب نفسي (محتويات العقل الباطن الغائرة والغامضة) بما هو غيب كوني (آفاق الكون الأوسع الذي لا ندركه) دون إلغاء أو استبعاد لأحدهما .

§   القدرة على توصيل رؤيته لمعانى الحلم للمريض ليزيد قدرته على الاستبصار بعالمه الداخلى وباحتياجاته ورغباته وصعوباته ، فى محاولة للإستفادة من كل هذه الأشياء فى عملية التغيير الذى يتم أثناء رحلة العلاج النفسى.

ومع هذا لا نعتبر هذا تفسيرا للأحلام وإنما نفضل أن يسمى هذا تداعيات حول الحلم يقوم بها الشخص صاحب الحلم ويساعده فيها المعالج , وهذه التداعيات تكون وثيقة الصلة بحياة الشخص نفسه وتعطيه فرصة جيدة لقراءة عالمه الداخلي وربطه بعالمه الخارجي فتكتمل رؤيته وتتسع مستويات إدراكه .

وتحتوي الكتب والمراجع الكثير من الإجتهادات لوضع دليل لفك رموز الأحلام , ولكن – كما قلنا -  فكلها أشياء ظنية تختلف من بيئة لأخرى ومن ثقافة لأخرى , وأن محاولة تعميمها أو التشبث بأنها يقينية ليس من العلم في شئ .. والشخص حين يكون لديه قدر كاف من العلم والبصيرة يكون هو أكثر الناس قدرة على قراءة أحلامه ، لأنه أكثر الناس فهما لرموزه وظروف حياته .

العلاقة بين الأحلام وبعض الظواهر النفسية الأخرى:

الحلم والأسطورة :

إن الحوادث والقصص والمسرحيات التى نقرؤها لكبار الكتاب ونظن أنهم يكتبونها بوعيهم ..هى فى الحقيقة مثل الأحلام .. إشعاع عقولهم الباطنة .. وهى مثل الأحلام قابلة للتداعي حولها وقراءتها بأكثر من طريقة , والإختلاف حولها , وهذا هو سر جمالها كعمل أدبي أو فني ..

حدوتة " تيامات " البابلية صورة من هذه الأحلام.. والحدوتة تحكى أنه فى سالف العصر والأوان كانت تحكم الدنيا إلهة أنثى اسمها تيامات..وكانت هذه الربة الأنثى تحكم الكون كله بما فيه من ذكور ، ولكن الذكور مالبثوا أن ثاروا على حكمها واختاروا مردوخ قائدا لهم..وأعلنوا الحرب عليها.. وقبل أن ينصبوا مردوخ قائدا..قاموا


باختباره..وتقول الأسطورة ..إنهم وضعوا على المائدة ثوبا , وأشاروا إلى مردوخ قائلين : أتستطيع أن تقول للشئ كن فيكون..أتستطيع أن تفنى هذا الثوب بكلمة ..وتخلقه من العدم بكلمة من شفتيك..وتكلم مردوخ : وقال للثوب كن فكان..فرقص الآلهة الصغار فرحا.. وقالوا : مردوخ أنت قائدنا..اذهب فحارب الإلهة تيامات..

وذهب مردوخ ليحارب الإلهة تيامات وبعد صراع دموى طويل..انتصر عليها وقتلها.. وأصبح الإله الواحد الذى يحكم الكون كله بما فيه من إناث .

وهذه الأسطورة توضح الصراع الخفى والحسد الخفى بين الرجل والمرأة..حيث أن المرأة تحمل وتلد وتزود الحياة بالذرية..أما الرجل فلايستطيع ذلك..ولهذا فإن الآلهة الصغار(كما تحكى الأسطورة) أرادوا أن يختبروا قدرة مردوخ على الخلق.

الأحلام والتفكير:

حين كنت طالبا فى الثانوية العامة كنت أجلس لحل المسائل الرياضية قرب منتصف الليل وكنت أجد صعوبة (ومازلت) في التعامل مع هذه المادة ومع الأرقام عموما .. وفى أحد الليالى جلست أفكر فى حل مسألة حوالى ساعة كاملة ولم أستطع حلها لأننى توقفت عند نقطة معينة ولم أعرف كيف أتخطاها . ولما كان الإجهاد قد بلغ منى مبلغه قمت لأنام .. ولشدة دهشتى قمت فى الصباح وتذكرت أننى كنت أحلم بحل المسألة التى فشلت فى حلها وأننى قد نجحت فى تخطى النقطة التى توقفت عندها بافتراض بسيط لم يخطر ببالى حين كنت متيقظا . وفعلا قمت أجرب هذا الافتراض وتم حل المسألة . وعندما رويت هذا الحلم لبعض أصدقائى وجدت أنهم قد مروا بتجارب مماثلة بصورة أو بأخرى.

إذا فالحلم ليس فقط إثارة لذكريات قديمة أو إيقاظا لرغبات مكبوتة أو استجابة لمثيرات حسية (خارجية أو داخلية) وإنما هو أحيانا عملية تفكير إيجابى ، وإعادة ترتيب للمعلومات والأفكار وحل المشكلات .

الأحلام والبصيرة :

طبيب شاب عمره 24سنة يعيش حياة خاملة عادية .. يذهب إلى المستشفى بحكم العادة .. ويعالج المرضى بمقتضى الروتين .. يعود فى فتور إلى البيت حيث يجد أمه .. وأمه تتولى كل أموره .. وترتب له حياته ومواعيده وتختار له أصدقاءه .. وهو أحيانا يثور ولكن ثورته تنتهى باعتذار وقبلة على جبين أمه .. وإحساس بالندم .. ثم تعود الحياة لتتكرر فاترة يوما بعد يوم . وفى إحدى الليالى يحلم بهذا الحلم الغريب : إنه واقف يتفرج على تمثال من الرخام وإلى جواره امرأة فى يدها أزميل تنحت من الرخام تمثالا لرجل ولكن الرجل الرخام ماكاد يستوى كاملا حتى تدب فيه الحياة فيتحرك فى ثورة إلى المرأة التى نحتته فيقتلها . ثم يستدير إلى الطبيب ويجرى خلفه .. يهرب الطبيب مذعورا ويطارده التمثال ثم يشتبك الاثنان فى صراع مميت وتخطر للطبيب فكرة .. أنه إذا استطاع أن يجرجر ذلك الوحش إلى الداخل حيث تجلس أمه فقد تستطيع أن تساعده ، وهو يجرى فعلا ويدخل غرفة الأم ، ولكن الشئ الذى يدهشه أن أمه تنظر إليه بلامبالاة وتكاد لاتلحظ وجوده وتنصرف إلى ثرثرتها مع ضيوفها . ويهمس الطبيب فى نفسه .. هكذا كنت أقول دائما لاأحد يهمه أمرى..لاأحد يمكن أن أعتمد عليه سوى نفسى..ويبتسم فى راحة ويستيقظ من النوم .


الحلم صورة مشروحة بالصور للمشكلة..إن الطبيب يشعر فى أعماقه أنه مسخوط على هيئة تمثال رخام .. وأنه ميت لايشعر ولايعيش .. وأن أمه هى التى نحتت منه هذه الصورة المتحركة التى يراها الناس .. وهو فى نفس الوقت يكره أن يكون صنيعة أمه وأن يكون ملك يمينها.. ويعبر عن هذه الكراهية فى الحلم بثورة التمثال على صانعه وقتله .. ولكن الصراع فى الحقيقة ليس بينه وبين أمه بقدر ماهو بينه وبين نفسه ..إنه منقسم فى الحلم إلى صورتين..التمثال والمتفرج .. وهو يشتبك مع نفسه فى النهاية .. مع نفسه الثائرة الساخطة .

إن الطبيب لم يكن يعلم  فى يقظته أنه صنيعة أمه إلى هذه الدرجة ..إلى درجة أنه تمثالها الحجرى ..هذا اكتشاف اكتشفه العقل الباطن.

الأحلام والمعتقدات الدينية :

بعث أحد القراء بهذه الرؤيا لجريدة (المسلمون)عدد 258 لعام1410 هـ يقول فيها:

"رأيت كأنى أهوى من مكان عال ، فجأة وقبل أن أسقط على الأرض امتدت إلى يد كبيرة هى يد أبينا آدم، التقطتنى ثم وضعتنى فوق زهرة عباد الشمس ، وإذا بى أشاهد كأن الملائكة حول آدم يقرأون آيات من القرآن لم أعيها..فما تفسير ذلك؟"

ويفسر له الشيخ محمود الحنفى(من علماء الأزهر) هذه الرؤيا كالتالى:

"أخى الرائى : أنت بخير ، وسيجرى الله سبحانه وتعالى على يديك من العلم والهدى مايسر به خاطرك ، سيمحو الله بك شرا مستطيرا ، وتسلك سلوكا طيبا يجعل سيرتك حسنة بين الناس ، وهذا يدل على صفاء نفسك ، وشفافية جوارحك."

رؤياك تدل على أنك ممن يهتمون بأمور الإسلام والمسلمين ممن يحملون على أكتافهم هموم المسلمين ، فكن كثير الدعاء برفع الغمة والكرب عن المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها وإبعاد الفتن عنهم.

رؤيا آدم عليه السلام دليل خير كما يقول محمد بن سيرين : ربما دلت رؤيا آدم عليه السلام على عابر الرؤيا لأنه أول من رأى المنام فى الدنيا، وعلم عبارتها ، وتدل رؤيته على الحج والاجتماع بالأحباب ، وربما دلت رؤيته على كثرة النسل ، وتدل رؤيته على السهو والنسيان.

ورؤيا الملائكة تدل على شهادة يرزقها الله سبحانه وتعالى ، ونزول الملائكة فى موضع معين ، إذا كان أهل المكان فى حرب تم نصرهم ، وإن كانوا فى كرب فرج عنهم ومن خلال هذه الرؤيا سيكون لك اتجاه إصلاحى كبير.. حاول أن تثقف نفسك بالمعرفة والطاعة والعبادة ، وعليك بصلاة الليل".

الحلم المتكرر :

هناك بعض الناس يشكون من تكرار حلم معين فى أوقات كثيرة ، وغالبا مايسبب هذا الحلم نوعا من الضيق لصاحبه لأنه فى كثير من الأحيان يكون معبرا عن مخاوف أو صعوبات معينة .

ولنضرب أمثلة لبعض هذه الأحلام المتكررة:

"شاب طموح فى الثالثة والثلاثين من عمره كان يعاوده حلم مخيف حيث يرى نفسه فى مكان شاهق فى أعلى جبل أو فى قمة برج ، وأن الجبل أو البرج أو المكان الشاهق(أحيانا السلم المرتفع جدا) يهتز به وهو فى حالة فزع شديد خوفا من السقوط،ثم يستيقظ وهو يصرخ".

وبمعرفة ظروف هذا الشاب وجد أنه يشغل مركزا وظيفيا مرموقا(وهو بعد صغير السن)ولكن هذا المركز غير ثابت حيث أن هناك تهديد مستمر بإقالته منه وإحلال أحد زملائه مكانه . والحلم يعبر عن هذا الخوف الدائم تعبيرا رمزيا، وهو يتكرر لأن الخطر الواقعى مازال قائما والصراع من أجل البقاء فى الوظيفة المرموقة (العالية) مازال مستمرا.


مثال آخر:

"موظف يبلغ من العمر40 عاما كان دائما يرى فى نومه كلبا يجرى وراءه يحاول أن يعضه .. وهو يجري منه ولكن قدماه ثقيلتان لا تسعفانه في الجري ويكاد الكلب أن يلحق به"

وبدراسة ظروف هذا الموظف وجد أنه يعمل بأحد الدواوين وله زميل خبيث يدبر له المكائد عند رئيسه فى العمل ويسبب له أضرارا متلاحقه ، وهو لايجد حلا لهذه المشكلة ، فلا هو يستطيع أن يترك هذا العمل أو أن ينتقل إلى مكان آخر..ولاهو يستطيع مواجهة هذا الزميل الماكر المخادع.

مثال آخر:

"فتى مراهق كان يحلم دائما بأنه يمشى مع أبيه وأمه..وفجأة وجدهما قد ابتعدا عنه وهو فى مكان خال وموحش وهو يحاول أن يجرى ليلحق بهما ولكنه لايستطيع ، فخطواته بطيئة كأنه مقيد القدمين..ويحاول أن يصرخ لكى يسمعاه فلايستطيع النطق..ومع هذا الموقف يشعر بخوف شديد وعجز أشد".

وقد وجد أن هذا الفتى المراهق كان كثير الاعتماد على أبويه وأنه لم يكن يستطيع أن يفعل أى شئ إلا بمساعدتهما وهو دائما يخشى الابتعاد عنهما ويحس بالعجز الشديد بدونهما.

ومن الأحلام الشائعة وقوع الأسنان وفقدها ، والأسنان (في بعض الآراء) ترمز إلى النضج والاكتمال ، وفقدانها يرمز إلى الرغبة فى العودة إلى الطفولة الأولى للتحرر من مسئوليات النضوج ، ويعنى هذا الحلم أن الإنسان يعانى فى حياته من شدائد لايقوى أو يرغب فى مواجهتها ويميل إلى الهروب بالارتداد إلى الطفولة،هذا الارتداد لايمكن فى الواقع لكنه يحدث فى الحلم بأسلوب الرموز. وفي رأي مفسرين آخرين قد ترمز الأسنان لوسيلة "كسب العيش" , وأن الشخص الذي يحلم بسقوط أسنانه يخشى على مصدر رزقه من الضياع .

وحلم آخر وهو المشى فى العراء والإنسان حافى القدمين وهو يرمز أيضا إلى الرغبة فى الارتداد إلى مرحلة الطفولة حين كان اللعب الحر ممكنا دون قيود أو مسئولية , وقد يرمز من ناحية أخرى إلى الضياع في فضاء غير محدد وإلى فقدان الإنسان معالم الطريق .

إذاً فالأحلام المتكررة السابقة تمثل صراعا قائما لم يجد حلا أو يمثل رغبة ملحة لم تشبع أو خوفا أو تهديدا مستمرا للشخص . ومن هنا تأتى أهمية الحلم المتكرر بالنسبة للطبيب النفسى فهو يعطى دلالة على إحدى سمات الشخص من خلال مخاوفه أو صراعاته أو رغباته ، وأن تكرار الحلم يعنى أن هذه الأشياء تبحث عن حل ولاتجده .. ولذلك فلابد من مناقشتها مع هذا الشخص وفك رموزها ومقابلتها بالواقع حتى يكون الشخص على بصيرة بها.

وهكذا نرى كيف أن موضوع الأحلام من الموضوعات الشائكة , والتي تحتاج للإقتراب منها الكثير من الوعي والحذر والأمانة , وتحتاج لقراءة واقع الشخص من خلال مقابلة شخصية مباشرة للسؤال والإستفسار , كما تحتاج لقراءة البيئة التي يحيا فيها الشخص بلغاتها ورموزها وصراعاتها , كما تحتاج لمعرفة قوية باللغة الدينية ورموزها ومدلولاتها , والمعتقدات الدينية السائدة في مجتمع الرائي والثقافات السائدة حوله أو المؤثرة فيه . وأي قراءة أو تفسير للحلم يسقط بعدا من هذه الأبعاد سوف يكون ناقصا أو مشوها أو مغلوطا . ومع كل هذا علينا أن نعترف أن التعامل مع الحلم مثل التعامل مع نص أدبي أو فني نقوم بقراءته نقديا , والقراءة النقدية قد تقترب أو تبتعد من النص الأصلي وقد تنتقص منه أو تضيف إليه , ولكنها في النهاية ليست هي هي النص الأصلي , وليست معلومات مؤكدة وموحدة , بل يبقى النص الأصلي يحتمل الكثير من القراءات والتأويلات والتداعيات . وهذا ربما يجعل تفسير الأحلام أقرب إلى الفن المنضبط ببعض القواعد العلمية , أو العلم المرتكز على بعض القواعد الدينية والفنية والثقافية والفلسفية والأدبية . وربما هذا الغموض هو الذي جعل تفسير الأحلام يقع في أيدي الكثير من المدّعين والمشعوذين ومزيفي الوعي واللاوعي .

 

المصدر : www.elazayem.com

إقرأ 14275 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 25 أيلول/سبتمبر 2012 08:32

البنود ذات الصلة (بواسطة علامة)