الإثنين, 11 شباط/فبراير 2013 21:17

الرعاية النفسية للعانس

كتبه  د .محمد المهدى
قييم هذا الموضوع
(4 أصوات)

إن محور الرعاية النفسية للعانس هو أن تجد معنى للحياة , فالحياة يمكن أن تعاش بطرق كثيرة ويمكن أن تأخذ معانٍ متعددة . وإن كان الزواج يحقق الكثير من الاحتياجات الفطرية الأساسية للمرأة (وللرجل) إلا أنه فى حالة تعذره أو فى حالة الزهد فيه أو رفضه يمكن إجراء تعديلات وتحويلات على خريطة الاحتياجات بحيث يتم إعادة التوزيع حتى تصل الفتاة إلى أقرب حالة ممكنة من التوازن والإشباع .

ولكل فتاة خريطتها الخاصة من الاحتياجات ،ولها أيضاً طريقتها فى إعادة توزيع الاحتياجات وتحقيق الإشباعات فبعض الفتيات ربما يوسعن شبكة العلاقات الاجتماعية وبعضهن ربما يعمقن علاقاتهن العائلية فيندمجن أكثر فى العائلة ويعتمدن على رعاية أطفال الأخوات ورعاية المرضى وكبارالسن ، وبعضهن يندمجن فى العمل ويحاولن تحقيق إنجازات مهنية عالية ومشرفة ، وبعضهن يتجهن نحو العلم (الدنيوى أو الشرعى) فيجدن فيه معنى عالياً وراقياً للحياة ، وبعضهن يتجهن لتذوق الجمال أو صنعه فى الأدب أو الفن وبعضهن يتسامين إلى عالم من الروحانيات يعشن فيها لذات روحية لاحدود لها ،وبعضهن ربما يجدن فى العمل الخيرى سعادة كبيرة بينما يجد البعض الآخر سعادة فى ممارسة الرياضة .
المهم أن تعرف الفتاة العانس أن للحياة طرائق كثيرة وأن آلاف الأبواب مفتوحة للتعبير عن الذات وإشباعها ،وهذا ينقذها من السقوط فى بئر اليأس والقنوط والاكتئاب .
وحين تجد الفتاة العانس مسارات ذات معنى لحياتها تصبح أكثر مناعة ضد تلميحات وتصريحات المحيطين بها وتعليقاتهن على عدم زواجها ونظرات الشفقة أو الشماتة الصادرة من هنا أو هناك ، إذ هى حين تجد المعنى تصبح أكثر تأكداً من طريقها وخياراتها وتصبح أكثر قوة فى مواجهة الحياة بدون رجل سواء كانت هذه الحياة باختيارها أو رغماً عنها .
وقد كتب عالم النفس "فيكتور فرانكل" نظرية العلاج بإحياء المعنى ، وهى تتلخص فى أن من يجد معنى لحياته هو الأكثر سعادة واستقرارا والأكثر مقاومة للاضطرابات العضوية والنفسية ، وعلى العكس فإن من يفتقد المعنى يسقط فى قاع الحياة ويصاب بالكثير من اضطرابات الجسد والنفس .
وفي التعامل النوعي مع مشكلة العنوسة علينا أن نفرق بين نوعين من العوانس : النوع الأول هو الفتاة غير الراغبة في العنوسة , والنوع الثاني هو الفتاة التي اختارت طريق العنوسة بإرادتها (بوعي أو بغير وعي) , وسنستعرض ذلك بشئ من التفصيل :
الفتاة غير الراغبة فى العنوسة :
هنا تحتاج هذه الفتاة لمراجعة أشياء كثيرة فى حياتها وفى نفسها مثل :
 هل هى داخلة ضمن إطار الشبكة الاجتماعية ، بمعنى آخر هل هى معروفة وظاهرة للناس فى العائلة وفى الوسط الاجتماعى الذى تعيش فيه ؟...فربما تأخر زواج فتاة رائعة لا لشئ إلا لكونها معزولة اجتماعياً.
وهنا يستوجب الأمر أن يكون لها حضور اجتماعى من خلال تواجدها فى المناسبات العائلية والاجتماعية وترددها على الأماكن التى تجعلها مرتبطة بالبشر مثل دور العبادة والأندية والجمعيات الخيرية .. إلخ .
والأمر ليس متوقفاً على التواجد بل يستدعى الحضور والتألق ، وهذا ليس استجداءاً للزواج أو تسولاً له فى هذه الأماكن وإنما هو نوع من السعى المشروع نحو الزواج من خلال التواجد والحضور ضمن الشبكة الاجتماعية خاصة فى هذه الأيام التى ضعفت فيها علاقات الناس بشكل كبير . وكثير من الشباب يخشى التقدم لفتاة مجهولة بالنسبة له ، فهو يريد أن يستشير أحد ممن يعرفونها ، إضافةً لكونها- فى حالة عزلتها –لن يدرى بها أحد حتى يفوت أوان زواجها .
 هل هى تتمتع بمميزات كثيرة تجعل كثير من الشباب يتهيبون الاقتراب منها ، فمثلاً الفتاة الناجحة جداً أو الحاصلة على درجات علمية عالية أو التى تنتمى لعائلة ذات مستوى اقتصادى أو اجتماعى مرتفع ، تلك الفتاة قد يصعب زواجها نظراً لخشية من يتقدمون لها أن ترفضهم أو ترفضهم عائلتها . أو أن الفتاة تكون قد نضجت علمياً وفكرياً إلى الدرجة التى تحتاج فيها إلى شخصية نادرة كى تتوازن مع هذه الدرجة من النضج والنجاح والتميز ، وهذا يقلل من عدد الأشخاص الذين يصلحون للتقدم لها . تلك الفتاة تحتاج _ هى وعائلتها _ للتقليل من الهالة الزائدة المحيطة بهما ، وأن يتعاملا مع الناس بتواضع يشجع من لديه الرغبة فى التقدم لها دون أن يصدم بموقف متعال أو مستهجن .
وقد تضطر هذه الفتاة لأن تخفض سقف معاييرها فى شريك حياتها ، حيث أن شريك حياة تنقصه بعض المواصفات خيرٌ من الوحدة طوال العمر .

الفتاة العانس باختيارها (بوعي أو بغير وعي) :
 هل هى مشغولة بعلاقة سابقة ولم تستطع التعافى أو الخروج منها ، وهذا يستلزم مصارحة مع النفس وشجاعة اتخاذ قرار تجاه هذه العلاقة وطى صفحتها خاصةً إذا كانت ميئوس منها ، لأن بعض الفتيات قد يحدث لهن تثبيت على علاقة بعينها وتمر السنين وتفوت فرصة الزواج بينما تقف الفتاة عند نقطة معينة لاتستطيع تجاوزها وكأن الزمن توقف عندها ، وهذه تعتبر أزمة نمو ، ومشكلة فى نضج الشخصية ، حيث تتطلب الحياة الانتقال من حالة إلى حالة وإغلاق بعض الملفات وطى بعض الصفحات ، وهنا يتدخل العقل ليكبح جماح المشاعر ويجعل خط الحب مفتوحاً وجاهزاً لاستقبالات جديدة.

  قد تقول الفتاة من هذا النوع الذى تثبت عند علاقة معينة : وهل المشاعر بهذه السهولة حتى نوقفها أو نغيرها بسهولة ؟

 والإجابة : بالطبع هناك صعوبة فى التحكم فى المشاعر ، ولكن تغيير الأفكار والخروج من التعلق بالأوهام ورؤية الواقع بشكل موضوعى ، كل هذا كفيل باتخاذ قرارات وتعديل مسارات التفكير بحيث تؤثر فى توجهات المشاعر ،أو على الأقل تعطى فرصة للتعافى من بقايا العلاقات القديمة المعوقة للنمو الوجدانى والعقلى .
والفتاة المتورطة فى التثبيت الوجدانى تجاه علاقة سابقة ، قد يتقدم لها الكثيرون ممن هم أكفاء لها ولديهم مميزات كثيرة ، ولكن ارتباطاتها القديمة تجعل خط الحب لديها مشغولاً وتجعلها لاترى من يتقدم لها أو تراه بشكل سلبى أو لا تشعر به على الإطلاق وتظل ترفض الفرص التى تأتيها حتى يفوتها قطار الزواج ، ثم تكتشف فى مرحلة ما من العمر أنها كانت تجرى وراء سراب ولكنها للأسف تكتشف هذا بعد فوات الاوان ،فترضى بأى طارق لبابها (جوازه والسلام) أو تكمل حياتها تعانى آلام الوحدة والعنوسة .
 هل هى فتاة متعالية يتقدم لها الكثيرون لخطبتها ولكنها ترى أنها تستحق أفضل رجل فى العالم أو فى المحيط الذى تعيش فيه؟ الفتاة من هذا النوع تضع معايير خيالية لفارس أحلامها فتريده أشبه بأبطال الأساطير ، وتريده خالياً من العيوب ، وتريده كنجم سينمائى أو كبطل تاريخى ، أو تريده كأبيها الذى تفخر به أو كخالها الذى تحبه أو كعمها الذى تعلقت به . هذه الفتاة تضع نموذجاً مثالياً ذات مواصفات عالية فى ذهنها وتقيس كل من يتقدم إليها على هذا النموذج فتجد أنه لاأحد يتوافق معه فترفض وترفض حتى يفوتها القطار وهى جالسة تنتظر مالايجئ .
هذه الفتاة تحتاج لأن تتخلى عن النموذج المثالى ، وتقبل فكرة أن لاأحد مكتمل الصفات فى الناس ، وهى نفسها ينقصها الكثير ، وهى لن تتزوج ملاكاً وإنما تتزوج إنسانا بكل مواطن ضعفه وقوته ، وأنها ربما تكون مشاركة فى صنع بطولته وعظمته وأنه ليس بالضرورة أن تحصل على بطل أو فارس سابق التجهيز ، بل يكفى أن تكون لديه بذور التميز لترعاها وتنميها معه وبه كى تصل به إلى الصورة التى تفخر بها فى يوم من الأيام ويكون هذا أحد أهم مشاريع حياتها ،وكم من امرأة طموحة تزوجت رجلاً بسيطاً ولكنها ساعدته لكى يصعد إلى أعلى سلم التطور والنجاح .
 هل هي متعلقة أكثر من اللازم بأسرتها ، وتخشى ترك هذه الأسرة إلى عالم مجهول لا تعرف إن كانت ستقبله وتسعد به أم لا ؟ ..
فكثير من الفتيات لديهن مخاوف عميقة من فراق الأب أو الأم أو كليهما وهذه الفتاة تتعلل بأي سبب كي ترفض من يتقدمون لها . وهذه الفتاة تكون متعلقة بأحد أفراد الأسرة أكثر من اللازم ( غالبا الأم ) أو متعلقة بجو الأسرة ككل ، وبمعنى آخر هي ترفض (بوعي أو بدون وعي ) عملية الفطام النفسي والإنفصال عن الأسرة ، وهي لا تعلن ذلك وإنما تسوق مبررات مختلفة لرفض كل من يتقدم لها
 هل هي شخصية تجنبية منعزلة تخشى المواجهة والتفاعل مع الآخرين وتخشى أي علاقة جديدة أو أي تغيير في حياتها ؟ .. هذا النوع من الفتيات يتميزن بأنهن يتهيبن المواقف الجديدة ، ويرون أن تظل حياتهن على وتيرة واحدة ، وهن لا يتقدمن كثيرا في مشوار التعليم أو العمل ، وعلاقاتهن الإجتماعية محدودة ، ولديهن علامات قلق وتوتر تزداد مع أي تغيير في نظام حياتهن وقد تزداد سمات التجنب فتقترب من حالة الرهاب الإجتماعي حيث يصبح القلق شديدا في أي موقف إجتماعي فتزداد ضربات القلب والتعرق في الأطراف وتهدج الصوت وإحمرار الوجه . مثل هذه الحالات تكون في حاجة إلى العلاج النفسي لأنها لو ظلت هكذا فستتهيب مواقف الخطبة والزواج ، وستتعلل بأشياء كثيرة لكي تهرب من أي علاقة جديدة لأنها ستشعر أن هذا يهدد إستقرارها النفسي ويجبرها على الدخول في مناطق تتخوف منها بشدة .
 هل أنت ممن لا يثقن بالرجال بناءا على خبرات صادمة في حياتك أو حياة المحيطات بك والمقربات منك ؟ .. فهناك فتيات لديهن سوء ظن شديد بالرجال ، ولديهن تصور سلبي لهذا الجنس المختلف ، وقد يكون ذلك بناءا على تغذية معرفية متكررة من الأم أو إحدى القريبات أو الزميلات أو بناءا على مواقف شخصية خرجت منها بنتيجة أن الرجال خائنون أو مستبدون أو كذابون .. إلخ .
وهذه الفتاة ، تحتاج للخروج من خطأ التعميم و الإسقاط وأن ترى كل رجل كحالة مستقلة ، كإنسان له عيوبه ومميزاته ، ولا تكن محكومة بخبرات شخصية سالبة أو خبرات الآخرين الذين يختلفون عنها في كل شىء .
 هل أنت ممن يرغبن في العيش بمفردهن ولا تقبلين أن يشاركك أحد حياتك ؟ .. فهناك نسبة من الفتيات لايستطعن أن يعشن مع رجل ، فهن في حالة إكتفاء ذاتي ولا يردن شيئا يكتملان به أ ويتكاملن معه ، هن غير قادرات على الإلتحام الإنساني المطلوب للزواج . أعرف فتاة حصلت على الدكتوراة في أحد التخصصات العلمية ولكنها تفضل الحياة بحرية لأنها لا تحتمل أن يقترب منها أحد أو يدخل حياتها أحد .
هذه الفتاة تحتاج لأن تترك وشأنها لأنها لو تزوجت فسرعان ما تطلب الطلاق بعد نزاعات مستمرة مع الزوج حول أدق التفاصيل لأنها تعودت أن تعيش وحدها وتفكر وحدها وتشعر وحدها وتتصرف وحدها .
 هل أنت فتاة هستيرية إستعراضية درامية سطحية تريدين تعيشين دور " البنوتة " الجميلة التي يتلهف عليها الشباب ولكنها لا تكون ملكا لأحد بل تبقى مصدر جذب للجميع وتظل متألقة كنجمة في السماء لا يطالها أحد . تلك الفتاة الهستيرية تريد أن تكون للعرض فقط فهي غالبا جميلة وجذابة على الرغم من كونها سطحية التفكير وسطحية المشاعر.
أنت فى هذه الحالة تحتاجين لأن تعرفى أن الحياة الواقعية غير الحياة على المسرح ، وأن المعجبين لن يدخلوا معك غرفتك لحظة النوم بل سيتركونك تتجرعين مرارة الوحدة والألم ، وأن الزواج هو العلاقة الانسانية الأكثر قرباً ونضجاً وأنه ليس تملكاً وإنما عهد وثيق بين الطرفين يرعاه كليهما برضا وحب.
 هل أنت فتاة مسترجلة تشعرين بالنديه والمنافسة للرجل ودائماً تدخلين معه فى معارك من أجل السلطة والتحكم والسيطرة . أنت فى هذه الحالة لاتستطيعين ا، تكونى زوجة صالحة طيبة ، لأن العلاقة بينك وبين الرجل-أى رجل- مشحونة بكثير من المشاعر السلبية ومليئة بعوامل الصراع ، فأنت فى عراك دائم مع الرجل ولاتحتملين مسألة قوامة الرجل أو تفوقه الذكورى . وإذا لم يكن لديك بصيرة بهذه الأمور فسيكون من الصعب عليك قبول الخطبة والزواج وستعتبرين الزواج نوع من العبودية، وربما أصبحت من زعيمات الحركات النسائية.
استراتيجيات التعامل مع التعليقات الجارحة (المشفقة منها والشامتة) :
  التفادى للأشخاص الذين يقومون بهذه التعليقات , والتفادي قدر الإمكان للمواقف التي تعرض الفتاة للإيذاء النفسي.
 تقليل الحساسية , ويعني التعود على سماع تلك التعليقات دون أن تصل إلى داخل الفتاة فتجرحها , وهذا الأمر يتم بالتدريب المستمر على تجاهل التعليقات وعدم السماح لها بالنفاذ إلى الطبقات الداخلية للنفس . وهذا يتحقق إذا كانت التركيبة النفسية للعانس قوية ومتماسكة , وإذا كانت متحققة في حياتها وتجد لها معنى .
 المواجهة للأشخاص الذين يغلب الظن أنهم يقصدون الإهانة أو الشماتة , وهذه المواجهة تحتاج للباقة وذكاء بحيث توقف صاحبة التعليق عند حدها وتردعها عن تكرار هذا الأمر .
التعامل مع الندم على الفرص الضائعة :
من الأشياء التي تصيب العانس بالألم تذكرها لفرص زواج كثيرة أهدرتها في بداية حياتها حيث كانت تظن أن الفرص لا تنتهي , وأن من ترفضه سيجئ من هو أفضل منه بعد ذلك , ثم تكتشف أن منحنى الفرص يقل مع الوقت ومع التقدم في السن , ولكنها تكتشف ذلك بعد فوات الأوان , وربما تتحسر على أي فرصة من الفرص التي أهدرتها . هذا الندم وتلك الحسرة قد يكونان بذرة لحالة اكتئاب تستحوذ على الفتاة العانس لو لم تجد لهما منصرفا صحيا . والمنصرف الصحي للندم هو أن نتعلم أن لا ننظر إلى الوراء , وأن نتعلم طي صفحات الماضي , وبدء صفحات جديدة في كل يوم تشرق فيه الشمس وكل ليل يسطع فيه القمر , وأن تحترم الظروف والملابسات التي اتخذنا فيها قراراتنا الماضية ولا نقيسها أو نقيمها بظروفنا الحالية .

 ويحسن بنا أن نتذكر هنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما أصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك "

 وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا , ولكن قل قدر الله وماشاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان" .
ومن الرعاية النفسية للعانس أن يرفق المجتمع بها ويحترم خياراتها , ولا يوجه لها اللوم , ولا يؤذيها بأي كلمة جارحة , وأن يساعدها على أن تكون حياتها ذات معنى , ويساعدها على تعويض الحرمان من الشريك بفتح آفاق واسعة للنجاح والمشاركة والتفاعل الصحي .
ومن الرعاية النفسية للعانس نشر ثقافة الزواج وترغيب الناس فيه وتسهيل إجراءاته وتيسير كلفته وتبسيط خطواته , حتى لا تبقى فتاة بلا شريك , وتختفي كلمة عانس من قاموس حياتنا اليومية.

 

 

المصدر : www.elazayem.com

إقرأ 19183 مرات
FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed