طباعة

التين (Ficus carcia): فاكهة الصيف المتميزة

Posted in المغذيات

وفي المحصلة إعطاء الجسم القدرة على الحد من حالة الكرب أو الجهد التأكسدي التي يعزى إليها التسبب في الإصابة ببعض أمراض القلب والشرايين وكذا أمراض السرطان. كما أثبتت الدراسات قدرة مكونات التين على إحداث تأثير سمي للخلايا السرطانية خارج الجسم In Vitro Cytotoxicity، وهو ما يؤكد قدرة التين على منع نمو الخلايا السرطانية ووأدها في مهدها. وقد استخدم عدد من الباحثين التين الطازج في علاج عدد من أنواع السرطان مثل سرطان الفم، كما استعمل اللاتكس في معالجة الثآليل الجلدية، والتي تعد ضرباً من ضروب النموات السرطانية غير الخبيئثة Non-malignant neoplasms. ولا يقتصر التأثير المانع للتأكسد للتين على الحد من تطور تلك الأمراض، بل يتعداه إلى التأثير المانع للالتهاب، والذي يسهم في المدى البعيد في التقليل من خطر الإصابة بالسرطان، باعتبار السرطان حالة متقدمة من الالتهاب في موضع الإصابة. وقد أكدت التأثير المضاد للالتهاب للتين نتائج العديد من الدراسات العلمية والممارسات التجريبية التي أثبتت قدرة التين وأجزائه، وخاصة الأوراق واللاتكس، على معالجة التقرحات  Ulcers في عدد كبير من أجزاء الجسم مثل الجلد والعين والمعدة والرأس. كما يعني وجود التأثير المضاد للالتهاب قدرة التين على الوقاية والحد من عدد من الأمراض الالتهابية مثل التهاب القولون التقرحي المزمن و مرض كرون وغيرها من الأمراض الالتهابية، وهو ما يحتاج إلى مزيد بحث واختبار.

ومع تطور البحث العلمي، تطورت استخدامات التين في الصناعات الدوائية، ولكن ليس فقط في مجال معالجة الأمراض الفسيولوجية المزمنة المعروفة والأمراض الجلدية كالبهاق والصدفية، بل أصبح التين مكوناً رئيساً في عدد من مستحضرات التجميل ومركبات العناية بالبشرة، نظراً لما له من تأثيرات نافعة وناجعة على هذا العضو الحساس من الجسم تشمل تبييض الجلد وتليينه وتقشيره وإزالة النمش عنه، حتى بات التين مكوناً لا يمكن تجاوزه عند الحديث عن التغذية في علم المستحضرات التجميلية أو ما يعرف بــ Nutricosmetics.

وختاماً، فإن الفوائد الصحية للتين المذكورة آنفاً تدفعنا إلى إيلاء هذه الثمرة المباركة مزيد اهتمام بالبحث والدراسة والاختبار، وإلى التعمق في دراسة مكوناتها وسبر أغوارها، ومحاولة تطوير أدوية وعلاجات منها تسهم في الحد من الكثير من الأمراض والشفاء منها. وصدق الله العظيم الذي أقسم بهذه الثمرة المباركة، فالعظيم لا يقسم الا بما عظُم من خلقه، وما لايعلم سره وكنهه إلا هو الخالق سبحانه.

المراجع:

- القرآن الكريم.

- معجم النبات، قاموس القرآن الكريم، مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، ط2، 1997،الكويت.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed