طباعة

عندما ماتت جدتي

Posted in الثقافة


بعدما بلغني الخبر ، فزعت إلى صلاتي ، فشرعت استفتح " اللهم نَقِّنِي من الْخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ من الدَّنَسِ اللهم اغْسِلْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَد "، تذكرت أني اليوم أدعو بها لنفسي ، وغداً غيري يدعو لي بذلك ، فتأملت الحياة فإذا هي قصيرة حقيرة هينة ، لا تساوي شيئاً ، ولا تعدل جناح بعوضة ، فلمَ التناحر والتنافس والتباغض ، ولمَ التحاسد والتنافر ، وهي دنيا فانية ومتاع زائل وعمر قصير ، ربما نتخاصم فيها على لحظات غفلة وزلات هوى ، ونتقاطع فيها على كلمات عبرت بلا وعي ، وعبارات خرجت بلا وزن ، فنظل عمراً لا ننساها ، ودهراً نتجرع مرارتها ، وننسى حالنا مع العزيز الجبار ، ونغفل عن مآلنا يوم الحشر والمعاد ، ونتكبر على مالك الأرض والسموات ، ولا نكاد نذكر سكرة الموت وشدته ، ونزع الروح وهيبته ، ورؤية الحق وملائكته ، وحفرة القبر وضمته ، وسؤال منكر ونكير ورهبته ، فاللهم ثبتنا عند السؤال وبيض وجوهنا يوم تعرض اﻷعمال ، وآتنا كتابنا بيميننا ، وأدخلنا الجنة بغير حساب .

 

المصدر : www.saaid.net

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed