طباعة

الطريق المفضية للسعادة

Posted in الثقافة

smile-facesيقول علم النفس أن الفعل والإحساس يسيران جنبا إلى جنب فإذا سيطرنا على الفعل الذي يخضع مباشرة للإرادة ,أمكننا بطريقة غير مباشرة أن نسيطر على الإحساس.أي يقول علم النفس بطريقة أخرى ليس في استطاعتنا أن نغير شيئاً من إحساساتنا بمحض إرادتنا ولكن في استطاعتنا أن نغير أفعالنا فإذا غيرنا أفعالنا تغيرت إحساساتنا بطريقة آلية.وهذه الحقيقة النفسية تؤكّد أن لاتجاهنا الذهني تأثيراً عجيبا على قوتنا.
وإن هناك تأثيراً كبيراً لقوة الفكر على الجسد. لذا فإن من المفيد تبنّي فكرة أن الطريق المفضية للسعادة- إذا افتقدت السعادة – هي أن تبدو كما لو كنت سعيداً .ومن الاستراتيجيات الناجعة في ذلك .. تلك التي لطالما نحاول أن نقنع بها الآخرين ويقنعنا بها الآخرون ما يلي (أرسم على وجهك ابتسامة عريضة وأرجع كتفيك إلى الوراء, وأملأ رئتيك بالهواء وغنِّ مقطعا من أغنية أو صفِّر بفمك إن كنت لا تستطيع الغناء) إن ما نشاهده حولنا من مآسي يوميا، وما نسمعه من أخبار وقصص .. عن مرض فلان .. وموت فلان .. الذي يُرد إلى لحظة حزن أو عدم قدرة على تحمّل مصيبة ألقت بظلالها على حياته .. كل ذلك يجعلنا نثق بأن الحياة لا تعطي فرصا عديدة للضعفاء والسريعي الوقوع في براثن الحزن والألم .إننا بحاجة لأن نفكّر بطريقة مختلفة .. وأن نتعلّم أن نشكر الله على ما يمنحنا من هبات ونعم وعطايا، فما دام لديك الماء الذي تشربه والطعام الذي تطعمه فلا ينبغي لك أن تشكو من شيء بعد ذلك . إن تسعين في المائة من أمورنا تسير في طريق مستقيم وعشر في المائة تشذ عن الطريق فإذا أردت أن تكون سعيداً ركز اهتمامك في التسعين في المائة من أمورك وتجاهل العشرة الباقية، فما أقل ما نفكر فيما لدينا!! وما أكثر ما نفكر فيما ينقصنا!!أما إذا أردت أن تحيل حياتك إلى جحيم فالأمر هين: ما عليك إلا أن تركز اهتمامك في أمورك الضئيلة التي تعترض طريقك.. كثيرون هم الذين سيرددون عبارة: الكلام سهل لكن التطبيق صعب!. فنحن بشر .. ولا يمكننا ألا نتأثر بما يجري حولنا وما يحدث لنا. وهذا في الواقع صحيح .. وحقيقة لا يمكن تجاهلها .. لكن أحيانا كثيرة تحمل لنا النقم نعما.. والمحن منحا .. ونحن من لا يرى إلا السوء والهم والغم.
لكننا لو تعلّمنا كيف نتعامل مع الأمور على سوئها .. لتمكنّا بإذن الله من تغيير الكثير فينا وحولنا .. أو على الأقل .. لقلّلنا من آثاره السلبية علينا وعلى صحّتنا . فعندما تلقي الأقدار بين يدينا ليمونة حامضة, علينا أن نحاول أن نصنع منها شراباً حلواً. يقول العلم النفساني (الفرد ادلر) إن أروع ميزات الإنسان قدرته على تحويل السالب إلى موجب.
قد لا نستطيع في معظم الأحوال أن نغيّر الظروف والأشياء من حولنا.. لكننا حتما نستطيع أن نغيّر موقفنا منها. ونغيّر أفكارنا في التعامل معها. هناك حقيقة أننا حين نزرع بصلا لن نحصد سوى بصل. وحينما نزرع وردا .. ستنمو حتما في حديقتنا الورود. لذا فإننا حينما تراودنا أفكار سعيدة سنكون سعداء, وإذا تملكتنا أفكار شقية أصبحنا أشقياء, وإذا ساورتنا أفكار مزعجة غدونا خائفين جبناء,

وإذا سيطرت علينا أفكار السقم والمرض فالأرجح أن نمسي مرضى سقيمين, وإذا نحن فكرنا في الفشل أتانا الفشل من غير إبطاء, وإذا قمنا بندب أنفسنا ورثينا لها اعتزلنا الناس, وتجنبوا عشرتنا .
المصدر : www.kidworldmag.com