طباعة

الإسلاميون والنخبة-نحتاج إلى الأخلاق لإدارة الاختلاف

Posted in الثقافة

وتأخذ تلك الحالة الاستعلائية في التواصل الفكري درجات متعددة تبدأ بالتعصب الفكري، فيرى طرف أنه يتمتع بالمشروعية الفكرية والآخر مسلوب منها، وهو ما يخلق حالة من التسلط الفكري، فلا يكتفي الطرف المستبد بإبداء التطرف في أحكامه وأفعاله، بل يسعى لفرضها على الطرف الآخر ويسعى للهيمنة عليه فكريا، تمهيدا لأن يجعله منقادا له، ثم تأتي مرحلة الإقصاء الفكري، فيسعى الطرف المستبد إلى أن ينزع عن فكر الطرف الآخر “الفائدة” أو “المعقولية” أو “الإبداع”، ويتهجم على ما عند الآخر ويصفه بكل قبيح مثل: التشدد، التطرف، الجهل، الظلامية، التكفير، وهو ما يمهد لمنعه من أي دور في بناء فكري مشترك.

والواقع أن هذا التصلب الفكري لا يقتصر على الجانب التصوري، بل يتعداه إلى الجانب الأخلاقي والسلوكي بين المختلفين فيتصلب الوجه وتصبح اللغة عنيفة، ويسعى كل طرف للخلاص من الآخر باعتباره الجحيم، لكن ظروف الواقع وقوانينه تعوق عملية التخلص والتطهير الفكري، فيلجأ إلى جانب الإملاء وحجب الآخر وتنمطيه، بل وشيطنته تمهيدا لنزع الحقوق التي من المفترض أن يتمتع بها.

ثم يأتي الإنكار للآخر ونفي المشروعية عنه وتحقيره وتبرير ما يقع عليه من ظلم وغبن بل التحريض عليه والاستهتار بوجوده وكينونته، ويسعى هذا الفكر ليكون فكرا أحاديا في الفضاء العام المجتمعي.

 المصدر : www.islamonline.net

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed