البوابة
الاضطرابات النفسية المصاحبة للدورة الشهرية
وهناك من الأطباء من يصف حبوبا مهدئة مثل الفاليوم لعلاج القلق الذي يصاحب تلك الحالة في بعض الأحيان ، وقد يكون ذلك ذا فائدة ولكننا على الأغلب لا ننصح بذلك لأنه قد يؤدي إلى التعود وأحياناً إلى الإدمان ، إذا كانت المريضة لديها الاستعداد الوراثي لذلك . كما قد ينصح بعض الأطباء باستخدام مواد منشطة مثل حبوب " الأمفيتامين " بمختلف أنواعها ، وذلك لمعالجة الإرهاق الذهني والعصبي أو العضلي . وهنا أيضاً نحذر من استعمال المنشطات ، وذلك لقابليتها على أن تسبب التعود أو الإدمان .
العلاج بالهرمونات :
تبنى استراتيجية العلاج بالهرمونات على النظرية القائلة : إن أعراض اضطرابات العادة الشهرية ناجمة عن قلة أو انخفاض كمية هرمون البروجسترون في الدم في الأسبوعين الأخيرين من الدورة ، أي المدة التي تسبق الحيض وتبدأ بعد إنزال البويضة مباشرة . ومن هنا كان استخدام هرمون البروجسترون وإعطاؤه للمريضة في تلك المدة مفيداً لعدد كبير من النساء ، وهو في الوقت الحاضر من أكثر أساليب العلاج ذيوعاً ، ولو أنه في المدة الأخيرة بدأ استخدام مضادات الاكتئاب المحفزة لمادة السيروتونين فكان أكثر استخداماً من استخدام البروجستيرون في بعض من مجتمعات العالم مثل : المجتمع الأمريكي ، وذلك لسلامة تلك العقاقير وخلوها من الأعراض الجانبية الشديدة . وهناك بعض الأبحاث القوية التصميم مثل الأبحاث التي تجرى بطريقة عمياء ( أي التي يكون فيها الباحث والمريضة في الوقت نفسه على غير علم بطبيعة العلاج ، وبالتالي تكون نتائج تلك الأبحاث أكثر دقة واعتمادية ) وتشير إلى أن استخدام البروجستيرون غير مضمون النتائج من حيث علاج تلك الأعراض .
وهناك كثير من الأطباء من استعمل هرمون " الاستروجين " عن طريق حقنة تحت الجلد فحصلوا على نتائج جيدة . هناك بعض الأعراض الجانبية مثل : الغثيان ، أو ألم في الثدي ، أو ازدياد في الوزن . ويبدو أن استعمال هرمون الاستروجين على شكل حبوب عن طريق الفم لا يفيد مثل استعماله كحقن تحت الجلد وهناك أيضاً من استعمل الهرمون الذكري " الأندروجين " على شكل تركيب مصنع يسمى " الدانازول " الذي سوف يقوم بالتأثير غير المباشر على المبيض ويوقف عملية التبويض . فهو بتأثيره على الغدة النخامية تحت المخ يخفض من كمية الهرمون المحفز للمبيض وبالتالي يقل نشاط المبيض ولا ينتج البويضة في ذلك الشهر . وأثبت هذا العلاج نفعه في إزالة التوتر والعصبية والاكتئاب . ولا ننسى أن هذا الهرمون الذي يفرز الهرمون التناسلي (Gonadotropine Releasing Hormone) ويختصر بـ )(GnRH ) فله مفعول الدانازول الذي يؤدي إلى انخفاض في مستوى الهرمون النسائي " الاستروجين " ومن أهم أعراضه الجانبية وهن العظام وازدياد التعرض إلى أمراض القلب .
إن استعمال الهرمونات لإيقاف عملية إنزال البويضة ، ينبغي أن يكون آخر المطاف في العلاج ، ولا تستخدم الهرمونات إلا عند فشل العلاجات الأخرى . وبصورة عامة تكون العلاجات الخفيفة مثل الفيتامينات والغذاء والتمرينات الرياضية ، وأحياناً مسكنات الألم ، أول أداة في علاج الحالة . فإذا فشلت استعملت الأدوية النفسية كمضادات الاكتئاب ومضادات القلق . وبعد ذلك تستعمل الهرمونات التي لا تؤدي إلى توقف عملية التبويض مثل البروجستيرون أو الاستروجين بجرعات قليلة ، فإذا فشلت استعملت الوسائل الأخرى . وفي الحالات النادرة الشديدة جداً قد تستعمل العمليات الجراحية كإزالة المبيض .