طباعة

توجيهات للشباب: حق الوالدين

Posted in استشارات


وكن أيها الشاب نموذجا يُحتذى به، ومؤثرا لا متأثرا بمن لا يرعون هذا الواجب، ومنبها لآثار كل ما يخامر العقل، ويميت الإحساس، ومنوها بمكانة البر للوالدين، ومشيدا بالنماذج، التي تراها في شباب حرصوا على اهتمامهم بالوالدين أو أحدهما سواء كانت هذه النماذج الطيبة من البنين أو البنات، لأن الإشادة بهم، ومدحهم تبعث على التقليد الحسن.

فإذا كنت أيها الشاب، صالحا في نفسك، فحذّر غيرك وبرقّة ولطف، عن المؤثرات التي تدعو للعقوق، وناقش بهدوء وإقناع، الآثار الإيجابية والسلبية في التعامل مع الوالدين، وما يعود على الفرد والجماعة من آثار حسنة في حالة البر وسيئة في العقوق، عند الناس أولا، وعند الله سبحانه أصلاً، وحذّر من جلساء السوء وما يجرهم الشيطان إليه، ليكونوا من أعوانهم..

وعلى كل شاب: أن يعرف منزلته عند الله في الجزاء، بقدر ما أنزل به والداه، ومكانته عند أبنائه، بقدر ما أنزل به والداه. ألم يخبر -صلى الله عليه وسلم-: (بأن الجنة تحت أقدام الأمهات)، وقال وهو يصعد المنبر: (آمين ثلاث مرات) فلما سئل عن هذا؟ قال (أتاني جبريل فقال: رغم أنف امرئ أدرك والديه،أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قل آمين؟ فقلت آمين).. ثم ذكر بقية الثلاثة.

فالشباب: ذكوراً وإناثاً، مدعوون للتمعّن في أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ووصاياه بالوالدين، التي هي توضيح وتمكين، للتوصيات الكريمات، بحق الوالدين في القرآن الكريم، وبرهما والإحسان إليهما في عشرين موضعاً.

وهذا من الأهمية، فيجب مخاطبة العقول بها، وأخذ هذا منهج عمل وقدوة صالحة، وإشادة في المجتمع، حتى تتأسى القلوب الرقيقة، وتلين القاسية، وتحصل النتائج المرجوّة تدريجاً، فإذا كان أبسط العقوق، التضجر من الوالدين، وأبسط التضجر كلمة (أفٍّ)، قد نهى الله عنها، وأقل أسلوب المخاطبة رفع الصوت عليهما، (فلا تنهرهما). فإن الاقتداء بالأدب القرآني واجب في التعامل مع الوالدين أو أحدهما عند الكبر، لأن هذا الوقت هو زمن حاجتهما للإحسان، لما ينتاب الكبير من ضعف القوى، والأمراض المتتالية، وحاجته إلى من يؤنسه.. فاعمل فيهما خيراً وبراً، تحصد نتائجه عاجلاً في أبنائك.

قال الحسن بن علي -رضي الله عنهما-: لو علم الله شيئا من العقوق أقل من (أفّ) لحرّمه، وعليه في النداء لهما: ألا يسميهما، بل يقول: يا أبت، يا أمي. ومن الآداب مع الوالدين قالت عائشة -رضي الله عنها-: أن رجلا أتى رسول الله، ومعه شيخ فقال له: (من هذا)؟ قال: أبي. فقال له: لا تمشين أمامه، ولا تقعدنّ قبله، ولا تدعه باسمه ولا تستبّ له) رواه ابن مردويه.

FacebookMySpaceTwitterDiggDeliciousStumbleuponGoogle BookmarksRedditNewsvineTechnoratiLinkedinRSS Feed